قتل فلسطيني وجرح آخرون في اشتباكات بين مجموعات مسلحة، على خلفية إشكال فردي في
مخيم عين الحلوة.
واستخدمت في المواجهة الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، فيما تواصلت عمليات القنص بشكل متقطع.
وشهد المخيم حالات نزوح كبيرة للعائلات التي تقطن في مناطق التوتر، إلى مدينة صيدا.
وأفاد شهود عيان لـ"
عربي21" بأن "الأوضاع تدهورت بوتيرة متسارعة على خلفية خلاف شخصي، لتندلع اشتباكات بين عناصر من حركة
فتح من جهة وآخرين من (الشباب المسلم)، وهو تجمع يضم تيارات إسلامية في منطقة الصفصاف، وتطورت المعارك لتشمل حي طيطبا وعكبرة والبركسات وصولا إلى سوق الخضار في الشارع الفوقاني".
وناشدت مكبرات مساجد مخيم عين الحلوة، جميع الأطراف بضرورة وقف إطلاق النار وسياسة ترويع الأهالي، وطالبت الفصائل بالضرب على من يهدد أمن المخيم.
وكشف مدير مستشفى الهمشري في صيدا الدكتور رياض أبو العنين لـ"
عربي21"، أن "الفلسطيني حسين عثمان وهو سائق سيارة أجرة قتل متأثرا بجراحه، فيما تعمل الطواقم الطبية على معالجة أربعة جرحى آخرين".
أما الجرحى -بحسب مواقع
لبنانية- فهم: عفيف عبد الرحيم، ومحمود خضر، وعبد ميالي أبو لؤي، ومحمد الطويل، ومحمود مصطفى زيدان.
وكان المخيم شهد، الاثنين، توترا وإطلاق نار وإلقاء قنابل بشكل عشوائي، على خلفية عمليتي قتل عبد الرحمن قبلاوي ومحمود الناطور، قبل أن تعمل القوة الأمنية الفلسطينية المكونة من مختلف الفصائل على ضبط الوضع الأمني.
وبحسب شهود عيان، فإن قبلاوي المحسوب على حركة فتح، قتل الأحد، بيد العضو في مجموعة "بلال بدر" وهي من التيارات الإسلامية في المخيم، قبل أن تنتقم عائلة قبلاوي من شقيق عمر الناطور بتصفيته في شارع داخل المخيم.
من جهته، قال قائد القوات الأمنية في المخيمات اللواء منير المقدح، في تصريحات لـ "
عربي21" إن "القوة الأمنية قامت بالانتشار وسط غطاء من كل القوى والفصائل بدافع ضرورة ضبط الأوضاع ومنعها من التأزم والانفجار".
وأضاف المقدح أن "المسؤولية الآن تقع على جميع الأطراف لوقف مسلسل الخروقات في المخيم، والعمل على معالجة الأزمة من جذورها وبشكل يضمن عدم تكرارها".
وفي السياق نفسه، أشارت مصادر فصائلية من المخيم إلى أن "عصبة الأنصار الإسلامية"، وهي من القوى الكبرى عسكريا في المخيم إلى جانب حركة فتح، قد "انتشرت في حي الصفصاف في الشارع الفوقاني للمخيم في محاولة منها لسحب كافة المسلحين، بينما تنتشر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في شارع بستان القدس المحاذي، لمنع امتداد الاشتباك إلى مناطق أخرى".
وأفادت مصادر خاصة لـ"
عربي21" بأن عناصر تابعين لـ"
سرايا المقاومة"، وهي ذراع عسكرية لحزب الله "شاركت في عمليات إطلاق النار، حتى بعد انتشار القوة الأمنية، ما يرسم علامات استفهام حول نوايا تفجير الأوضاع بالمخيم عبر استهداف مساعي التهدئة".
وتصنف "سرايا المقاومة" كذراع عسكرية لحزب الله، من غير بيئته الشيعية في المخيمات الفلسطينية والمناطق اللبنانية ذات الأغلبية السنية، ويحصل المنتمون للسرايا على رواتب ومخصصات، ويؤمن لهم الحزب الغطاء الأمني والدعم اللوجستي.
يذكر أن اشتباكات عدة وقعت في مناطق لبنانية بين "سرايا المقاومة" وتيارات مناوئة لحزب الله، كما حصل مؤخرا في منطقة السعديات جنوب بيروت، بين ناشطين من تيار المستقبل وعناصر من "سرايا المقاومة".