تنوعت مواقف السياسيين
اللبنانيين من قرار الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، سحب قواته من
سوريا، وقد رآها سياسيون لبنانيون خطوة روسية "ذكية"، ورآها آخرون إقرارا بالفشل في مواجهة المعارضة المسلحة أو من أجل الحفاظ على النظام السوري في "غرفة الإنعاش" ومنع وفاته.
السياسي اللبناني البارز وليد جنبلاط، غرد على حسابه في "تويتر" تعليقا على الانسحاب الروسي وقال: "هو شهر العواصف والزلازل وهو شهر الربيع والأمل هو شهر الانتفاضة اللبنانية والثورة السورية.. شهر آذار هو شهر الشعب السوري. هو شهر أطفال درعا".
أما السياسي اللبناني وعضو تيار "14 آذار" فارس سعيد، فقام بنشر تغريدة على حسابه في "تويتر" تضمنت لافتة رفعها نشطاء سوريون في الزبداني وكتب عليها: "بوتين استطاع الخروج بماء وجهه لكن بشار لن يستطيع الخروج حتى بوجهه".
وأبدى سعيد، في تغريدة أخرى، مخاوف من الانسحاب الروسي المفاجئ، وقال: "أقولها بكل أسف دخلت سوريا في مرحلة التسوية ومعها أو بعدها لبنان في ظل غياب كنسي وحزبي واجتماعي مسيحي مخيف".
أما رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، فقد كان له رأي مغاير في الانسحاب الروسي، وقال: "إن بوتين أثبت مرة أخرى أنه لاعب جودو بارع".
وقال بري في تصريحات لعدد من زواره أمس: "عندما تدخّل عسكريا قلب المعادلة الميدانية على الأرض، وعندما قرر الانسحاب أحدث انقلابا من نوع آخر على مستوى الدفع في اتجاه الحل السياسي".
ورأى بري أن الانسحاب الروسي كان محاولة لـ"تحفيز الأطراف الأخرى لإبداء مرونة وواقعية تجاه الحل في سوريا، وتدخله لم يكن لأجل الحرب بل لتأمين ظروف حل مناسبة، وفي الوقت ذاته انسحابة لم يكن بسبب تأثير عسكري لأن
روسيا لا تتخلى عن موقعها بسوريا ولا حضورها في المياه الدافئة"، وفقا لما نقلته عنه صحيفة السفير اللبنانية.
من جانبه أشار رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، إلى أن "الرئيس الروسي أصبح مطمئنا للدور الذي كانت تتطلع إليه موسكو في المنطقة وأنها باتت شريكة في القرار".
ولفت السنيورة إلى أن بوتين "أدرك أن البقاء لفترة أطول في سوريا سيترتب عليه كلفة أكبر وسيهدد بانغماسها في المستنقع السوري، وصولاً إلى استنزافها، لذلك فكر بالانسحاب الوقائي وهذا قرار ذكي".
وقال إن بوتين رأى أن بشار الأسد لم يتعلم الدرس، بل بات أكثر تشددا بعدما أعيد تمكينه بفعل القوة العسكرية والمعنوية الروسية وليس بفعل قوته هو".
من جانبه، قال زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: "إن الخروج الروسي من سوريا في الذكرى الخامسة على انطلاق الثورة ليس إلا تأكيدا لما ذهبت إليه منذ اللحظة الأولى لهذا التدخل، بأن هدفه ينحصر في تأجيل سقوط النظام للمرحلة التي تستوي فيها التسوية".
وأضاف جعجع: "لولا هذا التدخل لكان النظام اليوم في خبر كان، فيما معظم التقديرات كانت ذهبت للترويج عن انتصار موهوم بعد التدخل الروسي، وجاء هذا الانسحاب ليؤكد أن الانتصار الوحيد هو للشعب السوري".