احتفى الإعلام اللبناني المقرب من "حزب الله" بفيلم "حكاية حسن"، الذي عرضته قناة العربية السعودية السبت، معتبرا أن الفيلم يمثل مديحا للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
وبعكس الذم الذي لقيته قناة العربية"، من السعوديين على إثر عرضها الفيلم، فقد وجده أنصار الحزب مادة ترويجية وداعمة لـ"حزب الله"، بدلا من أن يروا فيه هجوما على الحزب وانتقادا له.
اقرأ أيضا: هجمة سعودية شرسة على "العربية" بسبب "حكاية حسن" (فيديو)
"أرادوا أن يذموه فمدحوه"
من جانبها، قالت صحيفة "السفير" المقربة من حزب الله، إن قناة العربية بدلا من أن تذم حسن نصر الله في فيلم "حكاية حسن"، فقد مدحته، بحسب تعبيرها.
وأوضحت "السفير" في مقال للكاتب علاء حلبي، أن قناة العربية "عرضت خلال نصف ساعة تقريبا مقتطفات من خطابات السيد نصر الله، وتعليقات مأخوذة من برامج عرضتها قنوات فضائية لا تقدم أي إضافة"، واصفة الفيلم بأنه "أشبه بعملية بحث في موقع يوتيوب، مع مونتاج سريع يلصق أشرطة مصوّرة من دون تسلسل زمني أو توجّه واضح، ثم يفصل بين الفيديوهات بسرد تاريخي مطول ومشاهد من الحرب الأهلية في لبنان أو مقتطفات من برامج منوعة".
وقالت "السفير" إن من يقرأ "تعريف القناة للفيلم يخال أنه سيشاهد وثائقيا مدروسا يستخلص سيرة نصر الله الذاتية من خلال خطاباته، إلا أن ما عرض لا يمت للتعريف بصلة، ولا يمكن نقده فنيا أو تاريخيا، لأنه لم يقدم أي محتوى يمكن الاستناد إليه، ولا يمكن تصنيفه وثائقيا حتى في معايير صناعة الأفلام الوثائقية عند الهواة"، بحسب تعبيرها.
وأضافت "السفير" أن "فشل القناة في تحقيق آمال متابعيها المتشوقين لكشف خبايا حزب الله قلب الطاولة عليها، فانهالت آلاف التعليقات الغاضبة من متابعي القناة على مواقع التواصل الاجتماعي مقرونة بوسم (حكاية حسن)"، مشيرة إلى أن البعض اتهم القناة بتلميع صورة نصر الله، في حين كتب آخرون أن سحر القناة انقلب عليها، مختتمة بالقول إن القائمين على القناة أرادوا أن "يذموه، فمدحوه".
"العربية" اكتشفته "بطلا" و"مقاوما"
بدورها، قالت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، إن "الترويج للحزب طيلة الأسبوع المنصرم بثقل واضح، جعل المتلقي يظن أنه سيكون أمام مادة قوية"، مستدركة بأن "الأمر لم يحصل"، بل كنّا أمام "مراهقة مهنية" في تمرير بعض الرسائل كعرض صور الراحل رفيق الحريري، بالتزامن مع خطاب نصر الله بُعيد اغتيال الحريري في 8 آذار (مارس) 2005 الذي كان وقتذاك من ضمن عناوينه "الشكر لسوريا".
وأضافت "الأخبار" في مقالة للكاتبة زينب حاوي، أن "الفيلم دفع الحزب للتحذير من إيقاع الفتنة بين حركة أمل وحزب الله"، مستدركة بأن ما حصل بعد الفيلم "قلب التوقعات، فبات الشاكي هو جمهور القناة
السعودية الذي شكل حتى هذه اللحظة على تويتر قوة ناشطة تنتقد تصوير السيد بهذه الطريقة كجزء من الترويج له".
واحتفت "الأخبار" بوصف الفيلم لنصر الله بأنه "رجل كل الحروب"، و"رغم حداثة سنه، فقد عين عضوا في المكتب السياسي لحركة أمل"، مؤكدة أن هذا جاء ضمن "سياق الترويج والتلميع لصورة نصر الله".
واختتمت حاوي مقالها بالقول، إن الوثائقي الذي رافقته حملة ترويجية لإلقاء الضوء على نصر الله، جاء بنتيجة عكسية، وصفتها نقلا عن أحد الناشطين على "تويتر" بالقول: "بتنا اليوم نخاف على مكاتب
العربية. السعوديون رح يولعوا المكاتب مش نحن".
"العربية تنضم لمحور الممانعة"
أما قناة "الجديد" فسخرت من فيلم "حكاية حسن"، معتبرة أن قناة العربية السعودية انضمت بعرضها لفيلم "حكاية حسن" إلى محور الممانعة، عبر تلميع صورة الأمين العام للحزب.
وقالت المراسلة
اللبنانية نوال بري، إن المشاهدين كانوا يستعدون لـ"قصف جبهة
حسن نصر الله"، كما دأبت "العربية"، إلا أن "ثلاثين دقيقة من المونتاج الركيك وجمع صور من الميادين والمنار والجديد، أوضحت أن الرجل الذي ولد من محور الممانعة أصبح زعيما لها".
وحول ردود أفعال المشاهدين الذين "ولعوها" بحسب بري، فقد أشارت "الجديد" إلى أن غضبهم جاء بسبب انضمام "العربية" إلى "محور الممانعة"، وقد شكر بعض مستخدمي موقع "تويتر" قناة العربية على الفيلم، مع وجوه ساخرة، بالإضافة إلى تعليق قال فيه أحدهم، إن "السعوديين هم الذين سيولعون العربية وليس اللبنانيون".
وكان عدد كبير من المتابعين السعوديين والشخصيات العربية، قد هاجموا على مواقع التواصل الاجتماعي، قناة العربية، بعد بثها فيلم "حكاية حسن" الذي قامت بالترويج له قبل أيام، وظن البعض أنه سيهاجم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.. ليظهر العكس، ويتبين أن الفيلم يسرد سيرة حياة نصر الله وكيف أنه وصل إلى مرتبة القيادة عبر الكفاح على مدى السنوات الماضية، بحسب معلقين.
واعتبر العديد من المغردين، الفيلم، هدية من قناة العربية إلى حسن نصر الله، في ظل التوتر القائم بين السعودية ولبنان، وفي ظل إلغاء هبة الـثلاثة مليارات دولار المقدمة من السعودية لتسليح الجيش اللبناني، قبل يومين على خلفية مواقف
حزب الله الموجهة ضد الرياض.