يبدو أن روكفلر هو الذي قام بتخليق فيروس
زيكا!
الأمر يتوقف على من تطرح عليه السؤال، فستكون الإجابة إما أنها عائلة روتشيلد، أو ربما روكفلر، أو الإليوميناتي، أو الماسونية، أو اللجنة الثلاثية، أو حكماء صهيون الذين يسيطرون على العالم.
أو ربما تكون حكومة
النظام العالمي الجديد، مثل الاتحاد الأوروبي، لها رئيس مجلس إدارة يتم تغييره دوريا كل شهر، فهذا الشهر يكون روتشيلد، والشهر المقبل يكون روكفلر، ثم أحد شيوخ صهيون خلال عطلة الصيف.
فهم ينسقون الحروب ويسيطرون على قيم العملات، ويبتكرون الفيروسات ويطلقون عنان الأوبئة، مثل فيروس زيكا، من أجل تنظيم النمو السكاني العالمي. فهم في الأساس على شاكلة الفِرَق الشريرة التي تظهر في الكتب الكوميدية، وفي الغالب فإن روتشيلد يقبع الآن في مكان ما وهو يمسد فرو قطة بيضاء تجلس على قدميه، بينما ينظر فوق جسد قربان بشري في مخبأ عميق جدا تحت أرض أحد شوارع لندن.
كل هذا بالطبع ما هو إلا هراء واضح، ولكن لماذا يا ترى نجد الكثير من الناس مستعدون لتصديقه؟
بالنسبة لي، هذا يوضح الكثير عن المدى الهائل لتهميش الجماهير، بعد أن أصبحوا غير مسيسين، ومعلوماتهم خاطئة حول الآليات الحقيقية لصناعة السياسات. وبالطبع عندما نكون في مثل هذه الحالة من الجهل، فإن التركيز المفرط والمتطرف للثروات والسلطة في يد شريحة صغيرة من السكان سيؤدي إلى نظريات
المؤامرة الدرامية والخيالية.
ولأننا لا نفهم كيف تعمل السلطة، ولأنه يتم استبعادنا تماما عن وضع السياسات، فنحن نخترع تفسيرات ساذجة عن مؤامرات الشياطين من الأغنياء الذي يديرون شؤون العالم سرا.
ومثل هذه التفسيرات تعزز العجز لدينا، وتخفف من واجبنا نحو دراسة النظم الفعلية للسيطرة حتى نستطيع أن نواجهها في الحياة الحقيقية.
هل يسيطر الأغنياء على العالم؟ بالطبع يفعلون.
هل يسيطرون على السياسات لحماية وتعزيز مصالحهم؟ طبعا يفعلون، فهذا القدر واضح جدا وليس في حاجة لتفسيرات تآمرية لتحيكه!
هل يتفاعلون مع بعضهم البعض ويناقشون البرامج الاقتصادية والسياسية؟ سيكون غريبا لو لم يكونوا يفعلون هذا.
ولكن، هل هم مجموعات متجانسة ومنظمة يسيطرون على العالم من خلال إملاء أوامرهم وكأنهم يحركون الناس كالعرائس؟ بالطبع لا!
هل يخلقون فيروسات مثل زيكا لقتل السكان الأكثر فقرا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية؟ هذه ليست الطريقة التي تدار بها الأمور.
الأمراض والأوبئة تحدث لأن نظام الجشع والسعي وراء الثروات والسلطة دون أي اعتبار للمصلحة العامة؛ يخلق ظروفا في المجتمع تؤدي إلى المخاطر الصحية.
عندما يكون لديك بنية تحتية متهاوية بلا إمكانية للوصول إلى مياه نظيفة وتعليم ورعاية صحية، وكلها بسبب سياسات نيوليبرالية تجبر الحكومات على وضع أولويات سداد الديون فوق الإنفاق العام، هنا ستنتشر الأمراض!
عندما تُشل قدرة الدولة على حماية مصالح السكان، وتخضع تلك الدولة للدائنين والمستثمرين، وعندما تخلق سياساتك الاقتصادية ظروفا مماثلة لظروف الدول التي دمرتها الحروب، فهنا لا تحتاج إلى اختراع فيروسات.
إذا كانت هناك مؤامرة فالنظام نفسه هو المؤامرة.
الأفراد في أعلى هرم السلطة الاقتصادية تعلموا بكل بساطة وتقبلوا واتبعوا المنطق الداخلي لهذا النظام على نحو أفضل وبشكل أكثر قسوة من أي شخص آخر.
ولكن لا تعتقد أبدا أن هذا النظام موجود لأن لديه نوعا من القوة الروحانية التي لا يمكن إيقافها، هذا النظام موجود لسبب... وسبب واحد فقط، هو موجود لأننا نسمح له بأن يكون موجودا.