رغم مرور يومين على الحادثة، فإن قضية "فتاة النخيل مول"، لا تزال تشغل بال المغردين السعوديين، بسبب عدم اتضاح الحقيقة الكاملة للقصة.
القصة تعود إلى مقطع تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر سيارة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام مجمع "النخيل" التجاري شرق العاصمة الرياض، وشخصا يحاول سحب فتاة، تضاربت الأنباء حول هويته.
ووسط صراخ الفتاة، وتوسّلها، قال شاب مخاطبا عضوا بـ"الهيئة": "يا أخوي لا تموت"، فرد الأخير: "يا أخوي والله إننا أحرص منها عليها".
وبعد ذلك، قام شاب يرتدي ملابس مدنية، بركل الفتاة على قدمها ما تسبب بسقوطها أرضا، قبل أن تنهض وتغادر المكان مسرعة.
ويوثق الفيديو قبض الهيئة على الشاب الذي ركل الفتاة، وهو الأمر الذي دعا مناصرين للهيئة، للقول إن "رجال الحسبة جاءوا لإنقاذ الفتاة من شقيقها الذي أراد الاعتداء عليها".
المتحدث الرسمي لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، الشيخ محمد السبر، قال إن "الهيئة تحقق في ملابسات الحادثة من جميع جوانبها، وسيتم اتخاذ اللازم وفق النتائج بحسب الأنظمة والتعليمات".
بدوره، التقى الصحفي السعودي عيسى الشاماني بالشاب مبارك الدوسري، أحد موظفي شركة أمن وحماية في "النخيل مول"، كان قد حضر الحادثة، وكان شاهدا عليها، وفق قوله.
الدوسري نفى أن يكون الشاب المعتدي على الفتاة هو شقيقها، مضيفا أن "هذا يمكن أنه شاب يغازل (يتحرش)، أو مستحقرها، والهيئة تركوها، الهيئة هم السبب الكبير".
وتابع: "طاردت الهيئة الفتاة من الساعة الثانية عشرة إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا، وهم من قاموا بتعريتها".
ونقلت صحف سعودية عن مصدر في شرطة الرياض، قوله إن "الشرطة لم تتلق بلاغا لا من هيئة الأمر بالمعروف، ولا من ذوي الفتاة، وبالتالي فإنه لا يمكنها التحقيق في قضية دون وجود بلاغ من أي طرف".
ووسط فريق مهاجم للهيئة، وآخر مدافع عنها، قال الكاتب خالد العلكمي في حسابه على "تويتر": "نحن بحاجة ماسّة لقانون يضبط التصوير في الأماكن العامه ويجرّم تصوير الناس بدون موافقتهم".
وطالب مغرّدون سعوديون الأجهزة الأمنية، بأن توفر الحماية لموظف الأمن مبارك الدوسري، كي لا يقع أي اعتداء عليه.
وغرّدت الناشطة الليبرالية سعاد الشمري: "هذا مواطنا الشجاع الذي شهد بالحق وأنقذ #فتاة_النخيل_مول، أرجو أن تتم حمايته شخصيا وحماية مهنته البسيطة من وحوش متنفذة".
وتابعت: "من أي زاوية تنظر للموضوع تجده خزيا ومهزلة وعوار قلب، الأكيد نحتاج حزمة قوانين تحمي الأضعف وتحفظ الكرامة التي تداس عالأرصفة".
وفي وقت لاحق، نشرت سعاد الشمري فيديو لرجل يُعتقد أنه من أعضاء "الهيئة"، يقوم بجرّ فتاة على الأرض، فيما قالت إنه يعود للواقعة ذاتها، أي حادثة "فتاة النخيل مول".
وأكد الصحفي عيسى الشاماني الذي أعاد إثارة القضية بمقابلة موظف الأمن، أن الفتاة عادت إلى ذويها سالمة بعد تهريبها من قبل أحد المواطنين.
الكاتب خالد الوابل، قال إن "هذا المسلسل سيستمر بين نفي وإثبات، ولن يتوقف ما لم تضع الدولة قوانين تنظم علاقة المواطنين ببعضهم وعلاقة المواطن بالدولة".
الناشط عصام المعمّر، اعتبر أن ما يُثار دوما حول "الهيئة"، يهدف إلى إسقاطها، مضيفا أن "إعلامنا أقوى من غيّب الوعي لسنوات وهو يقرر أن المعركة مع الهيئة وأن النصر بسفور المرأة! ودولة المجوس تلتهم عواصمنا حتى طوقتنا".
الداعية محمد البديري، ذهب إلى تأكيد الرواية القائلة، إن "الشاب الذي اعتدى على الفتاة هو شقيقها، ورجال الهيئة قاموا بحمايتها".
وأضاف: "من فتح باب الشتم والسب للهيئة عندما قاموا بحماية الفتاة من أخيها عندما رصدها لدى خروجها مع شاب، هل سيتراجع ويعتذر للهيئة؟".
وقال الإعلامي سعد التويم، في تعليقه على الحادثة: "الهيئة تسترهم، ويُصرّون على فضح أنفسهم، بحجة محاربة الهيئة".
يشار إلى أن هذه الحادثة تأتي بعد يومين من ضبط "الهيئة" شابا ارتدى دمية على شكل فتاة أمام أحد أسواق الرياض، لينشئ مغردون ينتقدون "الهيئة"، هاشتاغ "الأمر بالمعروف تعتقل دمية".
ويقول مناصرون للهيئة، إن "رجال الحسبة يغيظون الليبراليين وغيرهم بمنعهم للاختلاط والسفور وغيرهما".
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض عن ضبطها مواطنا يبلغ من العمر 36 عاما، مع امرأة تصغره بسنتين في "خلوة غير شرعية" داخل مقهى شمال الرياض.
وأوضحت "الهيئة" أن الرجل والمرأة اعترفا بأنهما تواصلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هذا اللقاء هو الثاني بينهما، علما بأن كليهما متزوجان، ولديهما أطفال.
وأشارت هيئة الأمر بالمعروف، إلى أنها قامت بتسليم المرأة لزوجها، فيما أحالت المواطن إلى الجهات المختصة، وإخطار مرجعه الوظيفي حيث خرج بزيه الرسمي، وفقا لما نقلته صحيفة "تواصل".
وأعلنت "الهيئة" في مكة المكرمة عن ضبط شاب اختلى بفتاة دون محرم داخل منزل، وتمكنت من القبض عليه رغم مقاومته لأفرادها، وفقا لبيان صادر عنها.
وأوضحت "الهيئة" أن الفتاة ذكرت أن لها علاقة مع الشاب ما يقارب العام، وأنه قام بتصويرها بهاتفه النقال عدة مرات، فيما ضبطت الهيئة هواتف الشاب، والفتاة، وتم تحويلهما إلى التحقيق.