بعدما رضخت محطة "إم تي في" اللبنانية لضغوط
حزب الله، واكتفت ببث ثماني دقائق فقط من مقابلة مع أسيرين للحزب لدى
جبهة النصرة في
حلب، قامت الصحفية التي أجرت المقابلة بنشر التسجيل الكامل للمقابلة عبر حسابها على يوتيوب.
وكانت الصحفية كارول معلوف قد التقت بالأسيرين حسن نزيه طه (37 سنة) ومحمد مهدي هاني شعيب (39 سنة)، خلال زيارتها إلى ريف حلب الجنوبي وإدلب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. كما تحدث الأسيران عن أسير ثالث معهما اسمه موسى محمد كوراني، لكنه لم يظهر بسبب إصابته البالغة التي تعرض لها في كمين قبل الأسر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وتبلغ مدة التسجيل الذي نشرته معلوف 58 دقيقة. وسبق أن صرحت معلوف بأنها الوحيدة التي تملك حق نشر المقابلة، بعدما اكتفت المحطة ببث مختصر منها.
ويتحدث الأسيران في المقابلة الكاملة عن الدافع المالي للانخراط في صفوف الحزب والقتال في
سوريا، بسبب صعوبة الوضع المعيشي في لبنان، إلى جانب الشحن الطائفي للمقاتلين.
كما تحدث الأسيران عن حسن المعاملة من جانب جبهة النصرة، وأنهما لم يتعرضا للتعذيب، فيما تم تقديم العلاج لهما، إلى جانب تأمين كل ما يحتاجانه من ملابس وطعام ودواء.
وتطرقا أيضا إلى كيفية إعداد الفتيان بعمر 13 أو 14 عاما عقائديا على يد حزب الله، تحت اسم "الكشافة"، قبل مرحلة التعبئة لاحقا للقتال في صفوف الحزب. وفي اعتراف لافت، أشارا إلى تقديم ولائهما للحزب على الولاء للدولة اللبنانية، ولذلك انخرطا في صفوف الحزب وليس الجيش اللبناني، وأرجعا ذلك إلى التربية العقائدية.
وكشف الأسيران نظام الحزب مع عناصره، حيث يشترط على المنتسبين المدنيين الالتحاق بفترة "مرابطة" لمدة 15 يوما سنويا، مشيرين إلى أن هذه الفترة كانت سابقا على الجبهة مع إسرائيل لكنها اليوم تتم في سوريا.
وشكا الأسيران في المقابلة من إرسالهما لمنطقة غير آمنة، في جنوب حلب، حيث طلب منهما الذهاب إلى تلة العيس في ريف حلب الجنوبي لتركيب محطة للإشارة، ليقعا تحت في كمين خلال عودتهم بعد إنهاء المهمة. وقالا إن الثلاثة ضلوا الطريق لأنه لم يكن معهم دليل يعرف المنطقة.
واعترف الأسيران بأنهما دخلا إلى أرض ليست أرضهما في سوريا، ووصفا حزب الله ومقاتليه بـ"الغزاة"، مشبهين هذه الحالة بحال إسرائيل، وقالا إن دخول مقاتلي الحزب إلى سوريا غير مبرر، رغم قولهما إنه قد يكون مبررا قتال الحزب في المناطق الحدودية، وليس في مناطق مثل حلب.
وقالا إنهما كان يظنان أنهما جاءا لمقاتلة "داعش" و"التكفيريين"، لكنهما تساءلا في المقابلة عن القصف الروسي ومن يستهدف، مشيرين إلى أن القصف الروسي لا يستهدف مقرات التنظيم.
كما تحدث أحدهما عن القناعة التي زرعها الحزب في صفوف مقاتليه، بأن من سيقاتلونهم في سوريا كلهم من غير السوريين. لكنه أوضح أن ما اكشتفه غير ذلك، فمن أسرهما سوريون "من أولاد الأرض وأولاد البلد"، داعيا الناس في لبنان لكي يعوا أن الصورة الإعلامية التي يروجها الحزب "غير صحيحة".
وفي المقابل، أشار الأسيران إلى أن غالبية المقاتلين إلى جانب النظام السوري هم من غير السوريين، من حركة النجباء العراقية والمقاتلين الأفغان من لواء "فاطميون"، فيما عناصر قوات النظام هم أقلية، ويجري استخدامهم إعلاميا فقط، أما إدارة المعركة فهي بيد إيران التي تقسم كل منطقة لمجموعة محددة، بحسب قولهما.
ووجه الأسيران رسالة إلى الشباب المتأثرين بدعاية الحزب لكي "ينتبهوا"، مع دعوة صريحة بعدم التورط بحمل السلاح.