نفى الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن
نصر الله، أن تكون لإيران يد في أزمة الرئاسة بلبنان، وقال "إن إيران لم تكن بحاجة لملف الرئاسة اللبناني من أجل الملف النووي"، مشيرا إلى أن العماد
ميشال عون كان المرشح الرئاسي الوحيد للحزب لاعتبارات عدة.
وقال، في كلمة نقلها تلفزيون المنار، الجمعة، إن ما قيل عن دور إيران في تعطيل انتخابات الرئاسة في لبنان هي محض افتراءات وإشاعات لا أساس لها من الصحة، وأضاف: "إيران لم تكن بحاجة لملف الرئاسة اللبناني، اسألوا دول "الخمسة زائد واحد"، هل في يوم من الأيام طرحت إيران
الانتخابات اللبنانية على طاولة المفاوضات لمعالجة الملف النووي؟"، وتابع: "من لديه دليل أن إيران توظف ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان لمصالحها الشخصية فليتقدم به"، واصفا من يستمر في اتهام إيران بعلاقتها بأزمة الرئاسة اللبنانية بـ"الظالم"، ومن يصدقه من الناس بـ"الأغبياء".
وأضاف: "إيران لا ولم ولن تتدخل في ملف الرئاسة اللبنانية"، ولفت إلى أن المسؤولين الإيرانيين الذين يقومون بجولة في أوروبا لم يسعوا لطرح قضية الرئاسة اللبنانية، وقالوا: "إن هذا شأن داخلي، ونحن ندعم لبنان، فهم حلفاؤنا".
وأشار نصر الله إلى أن إيران أجرت حتى الآن 35 انتخابا رغم الحروب والقصف، ولم تؤجل الانتخابات، "بينما نحن في لبنان نفتش عن أي حجة لتأجيل الانتخابات، بحق أو بغير حق".
واعتبر الاتهامات التي تقول إن
حزب الله يساوم في الانتخابات الرئاسية "كلاما فارغا"، وشدد على أن علاقة الحزب مع حلفائه قائمة على "قاعدة الثقة والصدق والاحترام المتبادل، من جهة، وقائمة على أساسيات مهمة، هناك تفاصيل نختلف فيها، لكن هناك أساسيات لتحالفنا".
وأوضح أن 8 آذار هو مجموعة وليس حزبا شموليا، ليس لديه قائد، "يتحاورون فيما بينهم يتناقشون فيما بينهم. ما نتفق عليه نمشي فيه، ونحاول أن ننظم الخلاف فيما بيننا بكل محبة وصدق واحترام.. هذه علاقتنا مع حلفائنا". وتابع: "تحالفاتنا ليست قائمة فقط على مصالح سياسية سواء كانت إستراتيجية أو تكتيكية، بل أيضا قائمة على الثقة والود". وأضاف: "هناك علاقة عاطفية بين الحلفاء، هناك ود وقرب واحترام خاص، غير المصالح السياسية وحسبة واحد زائد واحد.. وبيع وشراء".
واستطرد: "نحن حريصون جدا على أن تكون العلاقات بين الطوائف الدينية والأحزاب في لبنان تنبني على قاعدة الثقة والسلام الداخلي، ولا نؤمن بالتحالف الذي ينبني على التخوين وعدم الثقة". وأضاف: "أغلق الباب أمام من يسعون إلى التحريض ونشر الفتنة وتكبير بعض الخلافات الطبيعية".
وفيما يخص علاقة حزب الله مع حركة أمل الشيعية، قال نصر الله إنها مبنية على "الاحترام والثقة المتبادلة، وتنسيق وحوار وتواصل شبه يومي في كل القضايا والملفات بيننا (الحركة والحزب).. ما نختلف فيه نؤجله"، وتابع: "الثنائية (حزب الله وحركة أمل) أصبحت مضرب مثل في لبنان وفي بعض دول المنطقة".
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه منذ "توقيع التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر قبل 10 سنوات والبعض يشكك فيه وبالنوايا، ويعمل على الإيقاع بهذا الاتفاق، ويتصيد أي خلاف جزئي، مع أن التفاهم هو على قضايا أساسية وكبيرة لها علاقة بالوطن".
وشدد على أن حزب الله بادر بدعم العماد ميشال عون لترشيحه لرئاسة لبنان، واعتبره "مرشحا طبيعيا" لاعتبارات عديدة، وقال: "في الحقيقة، لم يطلب عماد أن نرشحه، هو مرشح طبيعي، قلنا له طالما أنك مرشح، فنحن أخذنا قرارا بأن ندعمك". وزاد: "لدينا التزام أخلاقي سياسي بدعمنا لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وهذا أمر غير مخفي".
واستنكر نصر الله تصرفات أطراف اعتبرت أن ميشال عون مرشح حزب الله وجب محاربته، وقال: "البعض اعتبر أن عون مرشح حزب الله، لذلك يجب مقاتلته في العالم العربي وكل الدنيا، وهم يستغلون أي شيء لإنشاء كذبة"، مشيرا إلى أن الحزب مارس حقه الدستوري بالغياب عن جلسة الانتخابات بحجة أنه لا يضمن فيها وصول مرشحه.
واعتبر المرشح الثاني للرئاسة اللبنانية
فرنجية "حليفا قديما وصديقا عزيزا والثقة بيننا قوية والمودة قديمة"، وقال إن الحزب أخبر فرنجية "أنه يجب أن نتوقع أن هناك من يحاول افتعال خلاف بينك وبين عون أو بين عون وحزب الله"، مشيرا إلى أن الطريقة التي تم التعاطي بها من قبل تيار المستقبل مع ترشيح فرنجية وتسريب الخبر قطعت الطريق أمام مناقشة الموضوع، وكان لها انعكاس سلبي.
وأكد أن حزب الله ملتزم بترشيح العماد عون حتى لو رشحه خصمه السياسي، "ونحن قمنا بكل حساباتنا ونعرف إلى أين سنصل"، موضحا: "نحن غير مجبرين كل يوم ومع كل حدث أن نجدد موقفنا والتزامنا، ونحن لم نصدر أي موقف من التطورات الأخيرة لأننا أردنا أن ننتظر المعطيات".
ودعا في ختام كلمته، الجميع إلى ضرورة انتخاب الرئيس المتفق عليه من قبل الأغلبية ليساعد في بناء لبنان.