تقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن
الجهادي جون نصح شقيقه، قبل أن يسافر سرا إلى سوريا، بأن يخط طريقا مختلفا عن الذي اختاره، وقال محمد إموازي، المعروف بالجهادي جون لشقيقه عمر إن ملاحقة المخابرات البريطانية له دمرت حياته في
بريطانيا، وأفشلت خططه للسفر إلى الكويت وبدء حياة هناك.
ويشير التقرير إلى أن كتابا سيصدر يوم غد عن إموازي، بعنوان "الجهادي جون: صناعة إرهابي"، من تأليف روبرت فيركيك، يذكر فيه أنه قابل في العام الماضي شقيقه عمر (22 عاما)، وقبل مقتل شقيقه في تشرين الثاني/ نوفمبر، تحدث عمر عن الحياة الصعبة التي عاشها، عندما كان تحت مراقبة المخابرات البريطانية أو ما تعرف باسم "إم آي فايف" والشرطة البريطانية، في الفترة ما بين 2009 إلى 2012.
وتورد الصحيفة نقلا عن عمر قوله: "لم تكن من طبيعته الشكوى، ولكنه كان يقول: لا تكن مثلي، وكان يقول: تعلم من أخطاء الآخرين، ويقول: أنظر إلى ما حدث لي، لا أستطيع الزواج، ولا العثور على وظيفة مناسبة، ولا أستطيع السفر أو الذهاب إلى أي مكان".
ويكشف التقرير عن قول عمر إن شقيقه حاول أكثر من مرة العودة إلى الكويت، وفي كل مرة كانت المخابرات تمنعه، ولكنه نجح في عام 2011 بالهرب من بريطانيا، عبر ميناء دوفر، ودخل إلى سوريا عبر تركيا، وانضم أولا إلى فصيل موال لتنظيم القاعدة هناك، وعندما قرر جزء من مقاتلي هذا الفصيل الانشقاق وتقديم البيعة إلى زعيم
تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، تبعهم إموازي.
وتلفت الصحيفة إلى أن إموازي شارك في الفترة ما بين 2014 و2015 في سبع عمليات إعدام للرهائن الأجانب، من بينهم بريطانيان وأمريكي، وتحول نتيجة لهذه الأعمال البشعة إلى أرهابي يثير المقت.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن عمر يعتقد أن شقيقه عندما قتل في العام الماضي، كان عمره 27 عاما، وأنه كان يجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله كلها، ولكنه يرى أن تحول شقيقه إلى طريق التطرف لم يكن ليحدث لولا الدور الذي أدته المخابرات البريطانية والأجنبية. ويقول "الواقع أنهم لم يكونوا ليتركوه بحاله، وعندما تحدث الأمور بشكل متكرر فإنها تصبح واقعا". ويقول عمر إن شقيقه لم يظهر غضبا على الوضع الذي كان يعيش فيه إلا نادرا، ويضيف: "لا يعني ذلك أنه كان سيشعر بالإحباط، فقد كان هذا وضعه، وتعامل معه".
وتستدرك الصحيفة بأن الشرطة و"إم آي فايف" تعاملتا مع إموازي بطريقة مختلفة، فقد كان المسؤولون فيهما يعتقدون أن إموازي هو جزء من شبكة إسلامية متطرفة تقوم بنشاطات في بريطانيا والصومال، وكان يقود المجموعة التي تعمل في غرب لندن شخصان أكبر من إموازي، حيث كانا يشرفان عليه، وهما بلال البرجاوي ومحمد صقر.
وينوه التقرير إلى أن الاثنين قتلا وهما يقاتلان مع حركة الشباب الإسلامي في الصومال، مشيرا إلى أن تأثيرهما عليه تأكد في النعي الذي نشره العدد الأخير من مجلة "دابق" الناطقة باللغة الإنجليزية، والصادرة عن القسم الإعلامي في تنظيم الدولة.
وتبين الصحيفة أن المقال ذكر أن إموازي اعتنى بعائلة البرجاوي بعد مقتل الأخير بغارة أمريكية في الصومال، وكان يأخذ ابنه الصغير للتنزه في الحدائق العامة، وكانت جماعة غرب لندن تناقش في حواراتها ما بجري في سوريا، والفظائع التي ترتكبها الجماعة، التي عرفت فيما بعد باسم تنظيم الدولة.
وبحسب التقرير، فقد نقل الكاتب عن مصدر قوله إن المجموعة انقسمت حول قتل الأبرياء من أجل نشر الجهاد، وقال المصدر إن إموازي كان مع المجموعة التي تبرر القتل على خلفية أن القوى الغربية مسؤولة عن قتل المسلمين.
وتكشف الصحيفة عن أنه ظهر أن إموازي بدأ حياة جديدة في الكويت، ولولا ألم أصاب أسنانه لما عاد أبدا، فلم يجد طبيب أسنان في الكويت لعلاجه، لهذا قرر العودة إلى بريطانيا في عام 2010، للذهاب إلى طبيب الأسنان الذي تذهب إليه العائلة في منطقة ميدافيل، وعندما حاول العودة من جديد إلى الكويت في حزيران/ريونيو من العام ذاته، وقفت المخابرات في طريقه ومنعته.
ويذكر التقرير أن زملاء إموازي يقولون إنه لم يكن مهتما عندما كان في المدرسة بأداء الواجبات الدينية، وظهرت ملامح التدين عليه فيما بعد عام 2009. وبحسب الروايات كلها، فقد كان إموازي مجتهدا في دراسته، وبكى مرة أثناء الحصة، وعندما سأله المدرس عن السبب، قال إنه تلقى خبر وفاة عالم مسلم معروف وهو في مقهى المدرسة.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن اهتمام إموازي بالدين أثر على دراسته في الجامعة، حيث رسب في مادة وحصل على علامات متدنية في المواد الأخرى. ورغم هذا كله، يقول أصدقاء له إن إموازي كان مصمما على الرحيل من بريطانيا والزواج والعيش في الخارج. وكانت له خطيبة في لندن، ومثل مرشده بلال البرجاوي، فقد كانت صومالية، وعندما اتصلت المخابرات البريطانية بعائلتها، شعر بأن محرما قد تم تجاوزه.