شنّت وكالة فارس
الإيرانية، اليوم السبت، هجوما لاذعا على شيخ
الأزهر، أحمد الطيب، واتهمته بتمسكه بالتأييد المطلق لسياسات آل سعود، وبتبني مواقفهم. وتساءلت عما سيجنيه شيخ الأزهر من تأييد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي
نمر النمر.
وقالت الوكالة إن "التأييد المتكرر والمعلن من الأزهر لسياسات
السعودية، وتبني مواقفها في قضايا خلافية، يثير علامات استفهام، حول علاقة شيخ الأزهر أحمد الطيب بحكام المملكة، ومدى ما تتمتع به المؤسسة العريقة من استقلال".
وأضافت أن المتابعين للشأن الأزهري، يرصدون حالة من التناقض. فبينما يحاول شيخ الأزهر أن ينأى بمؤسسته عن تدخل الجهات الحكومية والأجهزة الأمنية، يتمسك الرجل بتأييد مطلق لسياسات آل سعود، ويتبنى مواقفهم، ويعزيهم في قتلاهم باليمن عادّا إياهم شهداء، ما يتعارض بشدة مع مكانة الأزهر باعتباره المرجعية العليا للمسلمين السنة في العالم، على اختلافاتهم السياسية والعرقية، وكذلك باعتبار المواقف التاريخية المستقرة للأزهر التي ترفض تكفير
الشيعة.
وذكرت اأنه على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، طلبت أجهزة سيادية من شيخ الأزهر إقالة مستشاره محمد عبد السلام، ومساعد مغربي الجنسية لا يتولى أي منصب رسمي في المشيخة هو محمد السليماني، كما أن الطيب ترك الدكتور محمد عمارة رئيسا لتحرير مجلة الأزهر لنحو عامين بعد 30 يونيو، واتخذ موقفا حادا من وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وصل إلى درجة القطيعة الكاملة، بسبب ما يعتبره الطيب تدخلا من الوزير في ملفات يختص الأزهر وحده بها، مثل تجديد الخطاب الديني، وتطوير المناهج الأزهرية، ومنهج التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم.
وانتقدت الوكالة الإيرانية، ما أسمته، "اندفاع" أحمد الطيب لتأييد كل خطوات السعودية، والذود عن مواقفها، وتبني سياساتها في سوريا واليمن والبحرين.. "يرفع الطيب صوته مرارا يحذر من خطر شيعي مزعوم، بينما لا يتصدى بكلمة لفكر وهابي منتشر بالفعل، تسيل بسببه الدماء، وتتحول به حياة الآمنين إلى جحيم".
وأعربت عن استيائها من تأييد شيخ الأزهر، للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي دعت له المملكة، حين وصف الطيب خلال لقاء له مع السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان الشهر الماضي، التحالف بـ"المبارك"، مؤكدا مناصرة الأزهر جامعا وجامعة للمملكة في حربها ضد الإرهاب، وأن طلاب الأزهر وعلماءه يتمنون أن يكون هذا التحالف نواة لوحدة إسلامية.
وكان شيخ الأزهر وصف في تصريح سابق له تشكيل التحالف الإسلامي، بأنه قرار تاريخي، "طالما طالبنا به في عدة لقاءات ومؤتمرات، كما أنه كان مطلبًا ملحًّا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود، الذى يرتكب جرائمه البشعة من دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق".
وأشارت إلى أنه في الحالة اليمنية، لا يكتفي شيخ الأزهر بالصمت على جرائم آل سعود، وقتلهم الأطفال والنساء والعزل، وتدمير البنية التحتية لشعب فقير، لكنه أيضا يسبغ في بيانات رسمية وصف "الشهداء" على قتلى آل سعود والإمارات، كما فعل مؤخرا مع مقتل العقيد السعودي عبدالله بن محمد السهيان، والضابط الإماراتي سلطان بن محمد علي الكتبي، اللذين لقيا مصرعهما في مواجهات مع الجيش اليمني و"أنصار الله".
ونقلت الوكالة عن عدد من مشايخ الأزهر تأييدهم لإعدام الشيخ نمر النمر؛ فالشيخ فوزي الزفزاف عضو هيئة كبار العلماء، قال إن ما فعلته السعودية هو بالإجماع تطبيق لحد الله، بينما وصف الدكتور محمد نجيب عوضين عضو مجمع البحوث، الخطوة بـ"الرائعة". أما الدكتور هاني سلامة، عضو المجلس الأعلى بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، فأعلن "تأييد الاتحاد ووقوفه الراسخ والمبدئي مع السعودية في ما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف".
وتساءلت "فارس" عما سيجنيه الأزهر، شيخا وعلماء وطلابا، من التأييد والتهليل لإعدام معارض لم يكن يملك إلا الكلمة الصادقة الجريئة، ولم يرفع سلاحا أو يتورط في دم، بحسب قولها.
يذكر أن السعودية كانت قد نفذت حكم الإعدام في حق 47 شخصا، من بينهم رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، ما أسفر عن اقتحام إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، ما أدى إلى إعلان الرياض عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.