توقع التحليل
الاقتصادي لمجموعة بنك
قطر الوطني، أن تبلغ
أسعار النفط 44 دولارا للبرميل هذا العام وفقاً لواحد من 3 سيناريوهات اعتمدها لقياس تأثير وجهات النظر المختلفة على أسعار النفط.
ولفت التقرير إلى أنه وفقا للسيناريو الآخر الأكثر تشاؤما، فإن نمو الطلب سيكون مكبوحاً أكثر مما هو عليه في السيناريو الأساسي، ونمو المعروض سيكون أكثر قوة، لذلك فإن أسعار النفط ستبلغ 36 دولارا للبرميل. أما في السيناريو المتفائل فرجح البنك أن يشهد فيه المعروض تراجعا كبيراً مع نمو قوي في الطلب، ومتوسط أسعار النفط قد يبلغ 50 دولارا للبرميل.
وأضاف التحليل الأسبوعي الصادر أمس، ونشرته صحيفة "الراية" القطرية، اليوم، أن هذا السيناريو مبني على افتراضات استمرار النمو في الطلب، وخفض الإمدادات من الولايات المتحدة، وارتفاع الصادرات الإيرانية، واستقرار الإنتاج لدى بقية دول الأوبك.
وقال التقرير: عانت أسواق النفط من ارتفاع الفائض في المعروض منذ بداية عام 2014. وقد أدى تراكم المخزون إلى انخفاض حاد في أسعار النفط من 115 دولارا أمريكيا للبرميل في منتصف عام 2014 إلى 34 دولارا أمريكيا في الوقت الحاضر. ولكن تشير أحدث البيانات إلى أن سوق النفط قد بدأ في التكيف ببطء مع الاختلال بين الطلب والعرض.
وأضاف أن انخفاض الأسعار يشجع على زيادة استهلاك الطاقة، كما يدفع بمنتجي النفط عالي التكلفة خارج السوق. سيعمل المسار الذي يأخذه تكيّف السوق فضلا عن تأثير الصدمات الجديدة على تحديد أسعار النفط في عام 2016. ووفقاً لرؤيتنا الأساسية المبنية على افتراضات استمرار النمو في الطلب، وخفض الإمدادات من الولايات المتحدة، وارتفاع الصادرات الإيرانية، واستقرار الإنتاج لدى بقية دول الأوبك، فإننا نتوقع أن يكون متوسط سعر خام برنت 44 دولارا أمريكيا للبرميل في 2016.
وأوضح أن فائض المعروض في أسواق النفط في الوقت الحاضر يبلغ حوالي 1.6 مليون برميل يومياً. ويُرجح أن تحدد أربعة أسئلة الكيفية التي سيتم بها التخلص من المعروض الزائد، وبالتالي تشكيل أسواق النفط في عام 2016. أولا، هل سيستمر النمو القوي في الطلب (والذي وصل 1.6 مليون برميل في اليوم خلال عام 2015، الأعلى في خمس سنوات) خلال عام 2016؟
ثانياً، كيف ستكون ردة فعل منتجي النفط الصخري عالي التكلفة في الولايات المتحدة تجاه انخفاض الأسعار الذي قد يلحق الخسائر ببعض أعمالهم؟
ثالثاً، متى سيتم رفع العقوبات عن إيران، وكم هو مقدار النفط الإضافي الذي بإمكان إيران إنتاجه بعد رفع العقوبات؟
رابعاً، هل ستواصل بقية دول الأوبك إنتاجها بالمستويات الحالية أم أن العوامل الجيوسياسية قد تعطل إنتاجها؟
لتقييم كيفية تأثير هذه الأسئلة على أسعار النفط، سوف ندرس ثلاثة سيناريوهات، كل سيناريو منها يقدم مجموعة من وجهات النظر حول الأسئلة الأربعة.
3 سيناريوهات
وتناول التقرير ثلاثة سيناريوهات لأسواق النفط؛ حيث توقع في السيناريو الرئيسي ارتفاع الطلب على النفط بواقع 1.2 مليون برميل في اليوم في عام 2016، تمشياً مع
توقعات الوكالة الدولية للطاقة. وستظل الصين والدول الآسيوية النامية الأخرى هي المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي، حيث إن ارتفاع طلب المستهلكين الصينيين على السيارات والنقل يفوق تباطؤ الطلب على الطاقة في القطاع الصناعي. كما نفترض أن يتم تقليص إنتاج النفط الصخري الأمريكي بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم مع اضطرار بعض منتجي النفط عالي التكلفة للخروج من السوق. وتماشياً مع توقعات الوكالة الدولية للطاقة، توقع التقرير ارتفاعاً تدريجياً في إنتاج النفط الإيراني ليضيف 0.6 مليون برميل في اليوم للمعروض العالمي من النفط بحلول حزيران/ يونيو 2016 مع رفع العقوبات خلال الربع الثاني من السنة، كما سيتم الإبقاء على إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام، بدون احتساب المعروض الإيراني الإضافي، عند المستويات الحالية بواقع 31.7 مليون برميل في اليوم.
وأضاف أنه في ظل هذا السيناريو، من المحتمل أن يتقلص فائض المعروض في الأسواق إلى 0.8 مليون برميل في اليوم. وبناء على العلاقة التاريخية بين التغييرات في فائض المعروض وأسعار النفط، نتوقع أن تبلغ أسعار النفط متوسط 44 دولارا للبرميل في عام 2016 بانخفاض عن متوسط 54 دولارا للبرميل في 2015.
انخفاض النفط
وفيما يتعلق بسيناريو انخفاض الأسعار قال التقرير: نفترض في هذا السيناريو أن يتراجع نمو الطلب أكثر ليبلغ حوالي 0.9 مليون برميل في اليوم، أي مكافئ لحجم نمو الطلب في عام 2014. كما نفترض أن منتجي النفط الصخري الأمريكي لن يقلصوا من إنتاجهم وسينجحون في الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية. ومن المفترض أن يتم رفع العقوبات عن إيران خلال الربع الأول من 2016 في هذا السيناريو. وسيسمح ذلك لإيران بزيادة إنتاجها بمقدار 1.0 مليون برميل في اليوم مع نهاية السنة، وهو أعلى مستوى في نطاق تقديرات المحللين. كما نفترض أن تضخ بلدان أخرى في أوبك المزيد من النفط في الأسواق، مما سيضيف متوسط 0.7 مليون برميل في اليوم.
وأوضح أنه بحسب هذا السيناريو، ستتفاقم اختلالات السوق وسيزيد فائض المعروض إلى 2.2 مليون برميل في اليوم. ونتيجة لذلك، يُتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 36 دولارا أمريكيا في 2016، وهو تراجع بمقدار الثلث تقريبا مقارنة بمتوسط أسعار عام 2015.
ارتفاع الأسعار
وفيما يتعلق بسيناريو ارتفاع الأسعار قال التقرير يفترض هذا السيناريو أن النمو القوي في الطلب الذي حدث في عام 2015 والذي بلغ 1.6 مليون برميل في اليوم سيستمر في عام 2016. ومن المزمع أن يتقلص المعروض الأمريكي أكثر من المتوقع بواقع 0.6 مليون برميل في اليوم. كما يفترض أن تضيف إيران مقدار 0.3 مليون برميل في اليوم فقط بنهاية عام 2016. ومن المتوقع أن يتم خفض إنتاج دول أوبك الأخرى قليلا، ربما بسبب عوامل جيوسياسية أو أمنية.
وأوضح التقرير أنه وفقاً لهذا السيناريو، سيستعيد السوق توازنه في 2016 حيث سيتجاوز نمو الطلب نمو المعروض بواقع 0.3 مليون برميل في اليوم، وعندما يبدأ ذلك في تقليص المخزونات الضخمة التي تكونت خلال السنوات القليلة الماضية، سيبلغ متوسط أسعار النفط 50 دولارا للبرميل في 2016.