نشرت صحيفة هافنجتون بوست الناطقة بالفرنسية، حوارا مع الشاب المسلم الذي اعتبر بطلا بعد أن أنقذ عددا من المدنيين خلال الهجوم على المتجر اليهودي في باريس بعد الهجوم على صحيفة
شارلي إيبدو مطلع العام الجاري، حيث تحدث عن سنة 2015، التي شهدت هجمات إرهابية أساءت له ولكافة
المسلمين الذين يعيشون في الغرب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن لاسانا باتيلي، المسلم المنحدر من أصول مالية، عبر عن ارتياحه لأن سنة 2015 ستنتهي قريبا، بعد أن كانت سنة عصيبة على الجميع، طبعتها هجمات شارلي إيبدو في بداية السنة، ثم هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وذكرت أن باتيلي الذي يوصف في
فرنسا بأنه بطل، حافظ على هدوئه أثناء الهجوم على المتجر اليهودي، وقام بتهدئة الزبائن الذين أصيبوا بالفزع مع بداية الهجوم الذي شنه أحمدي كوليبيالي. فقد قادهم باتيلي إلى مخزن في قبو المتجر، وبعد أن خبأهم في مكان آمن خرج ليساعد قوات الشرطة على رسم خطة للتدخل، ليمنع بذلك حصول مجزرة حقيقية.
وذكرت الصحيفة أن باتيلي الذي يستعد لإصدار كتاب يوثق ما عايشه من أحداث، شعر بالحزن إثر انتهاء الهجوم، لأن صديقه اليهودي يوهان كوهين توفي في المكان، وهو لا يزال إلى الآن يعاني من الآثار النفسية لتلك التجربة، رغم مرور قرابة السنة، حيث أن شبح تلك الأحداث الدموية يسيطر على ذهنه.
واعتبرت الصحيفة أن سنة 2015 كانت عصيبة جدا بالنسبة لباتيلي، حيث إنه بعد أن كان شاهدا على هجوم المتجر اليهودي، وكان متواجدا أيضا على بعد أمتار قليلة من مسرح الباتكلان، أثناء الهجوم الذي أودى بحياة 89 شخصا، كما وقع هجوم آخر في بلده الأم، مالي، استهدف فندق راديسون بلو في العاصمة باماكو في 20 تشرين الأول/ نوفمبر.
وأشار باتيلي في حواره مع الصحيفة إلى أن سنة 2015 لم تكن صعبة بالنسبة له فقط، فقد شهدت تدفقا كبيرا للاجئين أغلبهم من السوريين الفارين من جحيم نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة، وتعرضهم لمأساة ومخاطر عبور البحر الأبيض المتوسط، مثلما فعل هو خلال هجرته في سنة 2006، على أمل الحصول على حياة أفضل.
كما عبر باتيلي عن قلقه من صعود حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي تقوده مارين لوبان، مستفيدا من تنامي مشاعر العداء وعدم الثقة تجاه المسلمين والمهاجرين، وقد حقق هذا الحزب نتيجة قياسية بحصوله على 6.8 مليون صوت، متخطيا رقم 6.4 مليون الذي حصل عليه في سنة 2012، وهو ما يعتبر مؤشرا على تغير خطير في توجهات الفرنسيين، بعد سنة طبعتها أحداث إرهابية أساءت كثيرا لسمعة المسلمين.
وقال باتيلي إنه ليس من المتابعين للشأن السياسي، لكن خطاب زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان المعادي للمسلمين يثير الخوف لديه، بسبب الإجراءات التي يمكن أن تتبناها في حال وصولها للسلطة، وقد شعر بارتياح كبير عند تعرضها للهزيمة في الدورة الثانية للانتخابات المحلية، بعد أن حققت نتيجة مفاجئة في الدور الأول. كما لم يستبعد باتيلي أن تغير لوبان بعضا من مواقفها مع وصولها للسلطة، لتصبح أقل تطرفا.
وتمنى لاسانا باتيلي أن تكون سنة 2016 خالية من الأحزان والصدمات، وأفضل من سنة 2015، التي كانت صعبة على الجميع وطبعتها مآسي الهجمات
الإرهابية.