فجر مجهولون مستودعا مخصصا للأسلحة والذخائر الاحتياطية لجبهة ثوار
سوريا، في محافظة القنيطرة، جنوب سوريا، ليكون هذا التفجير هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهرين في المنطقة ذاتها، في حين وجهت الجبهة أصابع الاتهام إلى ما أسمتها "خلايا النظام" العاملة في المنطقة، ورأت في التفجير محاولة للتشويش على نتائج مؤتمر الرياض "الإيجابية"، ورفضا للحل السياسي في سوريا.
ونجم الانفجار الذي وقع السبت، بحسب ما قاله "ماهر العلي" من المكتب الإعلامي للجبهة، عن زرع عبوة ناسفة بالقرب من المستودع.
وأكد العلي عدم وجود قتلى، وأن الأضرار اقتصرت على
الأسلحة والذخائر التي يحتويها المستودع الاحتياطي للجبهة، مشيرا إلى أن المستودع المستهدف يحوي منصات لإطلاق قذائف الهاون مع ذخائرها وأسلحة فردية وصناديق ذخيرة.
وقال العلي لـ"
عربي21"؛ إن المستودع المستهدف يحظى بأهمية عسكرية كبيرة، كونه يعد قريبا من خطوط الجبهات القتالية مع قوات النظام في ريف القنيطرة الأوسط، مشيرا إلى أن المستودع لا يبعد عن خطوط التماس أكثر من 400 متر.
وجاء تفجير المستودع، بحسب العلي، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تجميع حشود من قوات النظام وحزب الله اللبناني في منطقة مثلث الموت الرابط بين المحافظات الثلاث (ريف دمشق، القنيطرة، درعا).
واستطرد المصدر قائلا: "الهدف من تفجير مستودع
الذخائر والأسلحة الملاصق للجبهات، هو التشويش على النتائج الإيجابية لمؤتمر الرياض الذي عقد قبل أيام قليلة، وأن التفجير طال جبهة ثوار سوريا بسبب مشاركة قائدها أبو أسامة الجولاني".
ورأى العلي أن مثل هذه الأعمال تهدف إلى محاولة "العبث بأمن مقاتلي المعارضة" في المنطقة الجنوبية ككل، بسبب ما تشهده هذه المنطقة من حالات فوضى واغتيالات تطال القادة العسكريين التابعين للجيش السوري الحر المتمثل بالجبهة الجنوبية، والتي تعد جبهة ثوار سوريا من كبرى تشكيلاته المسلحة.
ووجه عضو المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا؛ الاتهام لما أسماها "خلايا النظام النائمة" في المنطقة، والتي تنشط بين كل فينة وأخرى، نافيا وجود أي شكوك حول أي فصيل عسكري بعينه بالوقوف وراء التفجيرات، وإنما توجد بعض الشكوك حول ثلة من العناصر من هذه التشكيلات.
ودعت جبهة ثوار سوريا؛ أهالي القنيطرة في الداخل والخارج من ممثلين وهيئات وقادة إلى نبذ الخلافات الفكرية والتوجهات، والعمل على استكمال عملية مواجهة قوات النظام، إضافة إلى الاستفادة من الكفاءات العلمية والفكرية في إعادة إعمار البلد، على حد وصفها.
التفجير الجديد الذي طال مستودع الأسلحة والذخائر التابع لجبهة ثوار سوريا في المنطقة الجنوبية خلال شهر ونيف، يعكس حالة من الضعف الأمني المستمر في محافظتي درعا والقنيطرة، والذي كانت نتائجه كبيرة خلال الأشهر الأخيرة من خلال توثيق عشرات حالات الاغتيال التي طالت قادة في
الجبهة الجنوبية، لتنتقل حالة الفوضى والضعف الأمني إلى مستودعات الأسلحة تزامنا مع تراجع الأعمال العسكرية الكبرى ضد قوات النظام في المنطقة.
وتعد جبهة ثوار سورية إحدى التشكيلات الكبرى التابعة للجيش السوري الحر ضمن الجبهة الجنوبية، ويترأسها "أبو أسامة الجولاني" الذي يترأس كذلك الجبهة الجنوبية.
وكان الجولاني قد شارك مع عدد من ممثلي المعارضة السورية في اجتماعات الرياض التي أقيمت في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، بهدف توحيد جهود المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، وتشكيل لجنة تمثل المعارضة في المفاوضات الرامية لإيجاد حل سياسي للقضية السورية.