"سنبقى نبحث عن الحياة ما دمنا أحياء"، بهذه الكلمات بدأ دريد الباش أحد أعضاء فريق
الدفاع المدني في مدينة جسر الشغور، غرب
إدلب السورية، حديثه لــ"عربي21".
يوضح دريد قائلا: "أنا لا أقصد بكلماتي أني أريد البحث عن الحياة لي، وإنما القصد أن أبحث عن فرص الحياة للمدنيين الذين يتعرضون للقصف من قبل قوات النظام والتدخل الروسي بشتى أنواع الأسلحة، حتى الحيوانات التي لم تسلم من القصف؛ نبحث عن فرص لها من أجل الحياة، ونحاول إنقاذها".
يتحدث دريد لـ"عربي21" عن إنقاذ الدفاع المدني، في إحدى المرات، عددا من الخراف التي كانت قد تعرضت للقصف وبقيت تحت الركام ليومين متتاليين.
ويقول: "استيقظنا باكرا وكالعادة على أصوات الصواريخ والقذائف التي تطلق على مدينة جسر الشغور من قبل قوات النظام المتمركزة في بلدة جورين الموالية للنظام، في ذلك اليوم سقطت أكثر من 60 قذيفة متتالية على المدينة".
ويتابع قائلا: "نحن كفريق للدفاع المدني ركضنا مسرعين، بعد أن خفت وتيرة القصف، إلى المكان المستهدف. استطعنا إنقاذ شابين كانا جريحين، وسقط شاب آخر قتيلا، وكانت هناك منازل قد دمرت بشكل جزئي في الحي المجاور. هرعنا إلى الحي باحثين عن جرحى أو قتلى مدنيين لم نجد، خاصة بعد أن تأكدنا من أحد شبان الحي بأن المنازل خالية من السكان بسبب القصف المكثف".
ويضيف: "بعد يومين أخبرنا أحد سكان الحي بوجود عدة خراف عالقة تحت سقف أحد المنازل المدمرة بشكل جزئي. ذهب فريق منا وكنت بينهم، وحين وصلنا إلى المكان تأكدنا بالفعل من وجودها، وأنها ما زالت على قيد الحياة، وبدأنا بالحفر وإزالة التراب والحجارة، واستطعنا إخراج الخاروف الأول والثاني وكانا بصحة جيدة، أما الثالث فكان قد أصيب برضوض، واستغرقنا وقتا حتى استطعنا إخراجه؛ لأن جسمه كان عالقا تحت الركام، أما الخروف الرابع، فكان مغطى بالتراب، لم نستطع رؤيته في البداية، ولكن أحد أعضاء الفريق شاهد قسما من صوفه، حينها تمكنا من إخراج رأسه أولا، وكان معنا شاب ممرض حاول إدخال الهواء إلى فمه، محاولا إنقاذه، لكن دون جدوى".
وأشار إلى أن سقف الحظيرة كان قد وقع جزء منه على الخراف بسبب القصف، وكان بداخل الحظيرة وعاء يحتوي على المياه كانت تشرب منه خلال اليومين التي قضتها بين الأنقاض، وهذا ما ساعد المواشي على البقاء على قيد الحياة.
وما يلفت الانتباه، يقول دريد، "إنني كنت أرى الناس ينظرون إلينا باستغراب؛ لأننا أمضينا أكثر من ثلاث ساعات في إنقاذ الخراف، فكان ردنا لهم بأنها أيضا أرواح".
والجدير بالذكر أن فرق الدفاع المدني في المناطق المحررة في
سوريا تعاني من نقص كبير في العدة والمعدات اللازمة لإتمام عملها، خصوصا مع تكرار القصف على المناطق المدنية، ناهيك عن انقطاع المرتبات الشهرية عنهم لأشهر معدودة أحيانا، لكنهم مع ذلك يؤكدون استمرارهم في عملهم.