قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إن
الجبهة الجنوبية السورية قدمت أدلة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، عن نجاعة الضربات الجوية ضد
تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي أعدته لويزا لافلاك، إلى أن تحالف الجبهة الجنوبية يضم 54 فصيلا، وتقاتل كونها جزءا من الجيش السوري الحر. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذكر اسم التحالف في بيانه، الذي قدمه إلى البرلمان، وبرر فيه مشاركة
بريطانيا بالضربات الجوية ضد التنظيم في
سوريا. وقال كاميرون: "هم بحاجة لمساعدتنا، وعندما يحصلون عليها ينجحون، وبحسب رأيي، فإن علينا عمل المزيد لمساعدتهم من الجو".
وتقول الكاتبة إن الأدلة التي قدمتها الجبهة الجنوبية للجنة البرلمانية، واطلعت عليها "التلغراف"، عشية التصويت البرلماني على الضربات الجوية، تظهر أن الجبهة الجنوبية قدمت تقييما لاذعا للغارات الجوية الغربية في سوريا حتى الآن. وفي وثيقة من 11 صفحة، قالت الجبهة الجنوبية إن تقدمها ضد تنظيم الدولة والنظام السوري جاء على الرغم من الحملة الجوية الغربية ضد الجهاديين، ودعت الجبهة المجتمع الدولي إلى المساعدة والإطاحة بالنظام السوري لبشار
الأسد.
وتورد الصحيفة أنه جاء في الوثيقة: "يجب إضعاف (داعش) وتدميره، ولتحقيق هذا لا يمكننا التركيز على (داعش) وحده"، و"يجب علينا استهداف أسباب وجود (داعش)، والمستفيد الأول منه، ألا وهو النظام السوري".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن نظام الأسد وجيشه قتلا من الشعب السوري سبعة أضعاف ما قتله تنظيم الدولة، الذي يعد التنظيم الأكثر بربرية في التاريخ. ويقول الخبراء إن نظام بشار الأسد دعم شبكة من الجهاديين منذ بداية القرن الحالي، وقام بتهيئة الظروف لصعود تنظيم الدولة وتوسعه في البداية.
وتلفت لافلاك إلى أن عدد مقاتلي الجبهة يبلغ ما بين 20 ألف مقاتل إلى 30 ألفا، وتسيطر الجبهة على مساحات واسعة في الجنوب السوري. ودعت أكثر من مرة المجتمع الدولي إلى قتال نظام بشار الأسد. ولكن القوى الغربية ترددت في تقديم أسلحة نوعية لمساعدتها في شن هجوم موسع ضد قوات الأسد، والتقدم نحو دمشق. ويخشى الغرب من سقوط النظام دون وجود هيئة انتقالية جاهزة لملء الفراغ الذي سيتركه.
وتذكر الصحيفة أن كاميرون أكد أن توسيع الغارات الجوية إلى سوريا، هو جزء من خطة موسعة تضم دفعة دبلوماسية جديدة ضد الأسد.
وينوه التقرير إلى أن هناك رغبة دولية لإنهاء النزاع السوري، الذي تسبب بمقتل حوالي ربع مليون سوري، وهجرة نصف سكان البلاد. مستدركا بأنه مع ذلك، فإنه من غير المحتمل التوصل إلى حل قبل الانتحابات الرئاسية الأمريكية، وهي مناسبة لن تحدث إلا بعد عام.
وتبين الكاتبة أن الجبهة الجنوبية قدمت في وثيقتها المكتوبة تحليلا دقيقا لأثر الغارات الجوية على سوريا، ودعت إلى إنشاء مناطق حظر جوي. وجاء فيها: "منذ بداية غارات التحالف على (داعش) في أيلول/ سبتمر 2014، شاهدنا التنظيم الإرهابي القاتل يحقق أهم إنجازاته على الأرض". وتضيف: "حتى نهزم (داعش) علينا أن نحدد الأسس لحكومة ديمقراطية في المستقبل، وحتى نفعل هذا فعلى حلفائنا تبني خطة شاملة للتعامل مع الحرب المستمرة التي يخوضها النظام السوري ضد المدنيين وعلى مناطق المعارضة".
وتوضح الصحيفة أنه بعد 15 شهرا من بداية الحملات الجوية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، لم تحقق الحملة إلا تقدما بطيئا. ولكن كاميرون أخبر البرلمان الأسبوع الماضي أن الغارات الجوية أسهمت في إخراج تنظيم الدولة من نسبة 30% من الأراضي التي سيطر عليها. ولكن الخبراء يقولون إن الرقم لا يأخذ بعين الاعتبار المكاسب الاستراتيجية التي حققها التنظيم في مناطق أخرى، مثل الرمادي في العراق وتدمر في سوريا.
وبحسب التقرير، فقد قدمت الجبهة الجنوبية تقييمها كونه جزءا من التحقيق الذي أجرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، حول توسيع الغارات الجوية البريطانية إلى سوريا.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن اللجنة توصلت في تقريرها إلى أن الغارات تعد إلهاء عن المهمة الأكبر، وهي التوصل إلى حل للأزمة السورية، والتخلص من الذين أسهموا في صعود تنظيم الدولة.