أقدمت عائلات سورية في الأردن، على احتضان وكفالة أطفال لاجئين
أيتام، دخلوا إلى المملكة، وأقاموا في مخيمات
اللجوء، حيث فقدوا آباءهم وأمهاتهم خلال الحرب في
سوريا، وفقا لما أفاد به المستشار الإعلامي لوزارة التنمية الاجتماعية، محمود الطراونة.
جاء ذلك بموجب اتفاقية، أقرت بين وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية من جهة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين من جهة ثانية، تهدف إلى توفير عائلات سورية، تكون مستعدة لكفالة واحتضان الأطفال السوريين اللاجئين الأيتام.
وقال الطراونة في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" إن "هذه الاتفاقية جاءت لضرورة متابعة الأطفال اللاجئين، الذين فقدوا ذويهم خلال الحرب في سوريا، علاوة على توفير الحماية والمأوى لهم، لينشأوا قريبا من أقاربهم، سواء كان الخال أو العم أو الجد أو غيرهم ممن يعدّون أقارب من الدرجة الأولى".
وأشار الطراونة إلى أن "عائلات سورية لاجئة، تكفلت بتربية واحتضان كثير من الأطفال الأيتام غير المصحوبين بذويهم"، مبينا أن 80 بالمئة من هؤلاء الأطفال يتم العثور على أقارب لهم من الدرجة الأولى، فيتم ضمهم إليهم وإلحاقهم بهم".
ولفت المستشار الإعلامي إلى أن "الطفل الذي لا يتم العثور على أقارب له من الدرجة الأولى، فإن مفوضية اللاجئين بالتعاون مع وزارة التنمية، تبحث لهم عن عائلات تبدي استعدادا لاحتضانهم وتحمل مسؤولياتهم"، مؤكدا على أن "الموافقة على احتضان أي عائلة لأي طفل، لا بد أن تسبقها شروط للتأكد من قدرة العائلة على تحمل المسؤولية واستعدادها لكفالة الطفل".
وأنهى الطراونة حديثه لـ"
عربي21" بقوله: "لا تكتفي وزارة التنمية، إضافة إلى مفوضية اللاجئين، بتوفير عائلة لكفالة طفل سوري لاجئ، بل يتم العمل على متابعة العائلة لتقييم وضع الطفل ومدى تأقلمه وتقبله لهذه العائلة، ومدها باحتياجاتها المادية للصرف على الطفل ومتطلباته".
وبحسب آخر إحصائيات متوفرة، صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن أعداد الأطفال اللاجئين السوريين الذين دخلوا الأردن، منذ بداية اندلاع الأزمة السورية، وصل إلى 2713، في حين تراوحت أعمارهم بين 13 و17 عاما.
وتبدي منظمات إنسانية تعمل داخل الأردن، استعدادها لمتابعة هؤلاء الأطفال، وتوفير الحماية لهم والمأوى والدعم الاجتماعي والنفسي، وذلك بسبب ما تعرضوا له من صدمات نفسية وإجهاد وجوع وخوف.
من ناحيته، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية اللاجئين السوريين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الهواري، على وجود اتفاقية بين المديرية ووزارة التنمية، بهدف توفير كفالة ورعاية للأطفال السوريين الأيتام بمخيمات اللجوء في الأردن.
وقال الهواري في تصريح مقتضب لـ"
عربي21" إن "مديرية اللاجئين السوريين، لا تألوا جهدا في مساعدة اللاجئين، وتوفير الراحة لهم قدر الإمكان، ومحاولة الوقوف على مشاكلهم للعمل على حلها، وحماية حقوقهم، وضمان قدرتهم على ممارسة حقهم في اللجوء، والعثور على ملاذ آمن لهم".
وبحسب إحصائيات صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، فإن "العدد الإجمالي للاجئين السوريين المسجلين حتى شهر تموز/ يوليو 2015، 629 ألفا و883 لاجئا".
إلى ذلك، يوجد في الأردن خمسة مخيمات للسوريين، أكبرها مخيم الزعتري، ومخيم مريجب الفهود، ومخيم الأزرق، ومخيم الحديقة، ومخيم سايبر سيتي.
في حين يضم الأردن أكثر من مليون و300 ألف سوري، منهم 750 ألفا دخلوا الأراضي الأردنية قبل بدء الثورة السورية، بحكم النسب والمصاهرة والتجارة.
من جهته، قال رئيس جمعية يقين الخيرية التي تهتم بتقديم المساعدة للاجئين السوريين، في حديث لـ"
عربي21"، إن "الجمعية تقوم بكفالة 120 أسرة سورية لاجئة، عبر رواتب شهرية يقدمها في الغالب سوريون ميسورو الحال، يعيشون في الخارج، حيث تتراوح قيمة الكفالة الشهرية للعائلة الواحدة بين 250 و500 دينار أردني".
وبين رئيس الجمعية معتز الصياحين، الذي يهتم بمساعدة اللاجئين في محافظة إربد شمالي البلاد، أن "كل الأسر السورية اللاجئة، تحتوي على أطفال أيتام، حيث من الأطفال من هو يتيم الأب ومن هو يتيم الأم، وقليل من هو يتيم الاثنين، علاوة"، مشيرا إلى تقديم الجمعية إلى "الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال اللاجئين، وذلك عبر فريق متخصص تطوعي".
وختم الصياحين الذي يعمل برفقة مجموعة من العاملين في الجمعية، دون مقابل مادي أو مردود مالي، حديثه لـ"
عربي21" بأن "العمل الخيري في مساعدة اللاجئين السوريين بات في تراجع، في ظل تناقص عدد المتبرعين، إضافة إلى أن مخصصات مفوضية اللاجئين أصبحت في حدها الأدنى، متوقعا انسحاب وتوقف كثير من العاملين بمساعدة اللاجئين؛ لقلة الدعم المالي الموجه للاجئين".
وكانت الناطقة الإعلامية في منظمة الغذاء العالمية شذى المغربي، أوضحت في تصريحات صادرة عنها أن "النقص في تمويل المنظمة بلغ حوالي 45 مليون دولار أمريكي، تحتاجها للاستمرار بتقديم الدعم اللاجئين السوريين حتى نهاية العام الجاري".
وأضافت المغربي في تصريحاتها أن "اللاجئين السوريين في الأردن، يمارسون أقسى استراتيجيات التأقلم، حتى إن بعضهم قام بإخراج أطفاله من المدارس إلى سوق العمل، بينما اضطر 14% من اللاجئين للتسول لتأمين الغذاء، وذلك في ظل تراجع ونقص المساعدات اللازمة لهم".