سياسة عربية

من هم المسلمون الذين قتلوا في هجمات باريس؟

ستة بالمئة من ضحايا هجمات باريس مسلمون أو من أصول من بلدان مسلمة - أرشيفية
كشفت وكالة "رويترز" للأنباء، أن من بين قتلى هجمات باريس الأسبوع الماضي شقيقتين كانتا تحتفلان بعيد ميلاد صديق، واحدة منهما مهندسة معمارية واعدة، والثانية موسيقية موهوبة، أطلق عليهما الرصاص وهما تقومان بالتسوق في وقت متأخر.

وكانت السمة المشتركة بينهما أنهما مسلمتان قتلتا في المذبحة العشوائية التي ارتكبها تنظيم الدولة.

يذكر أن معظم ضحايا العنف الذي يرتكبه تنظيم الدولة مسلمون، لأنها تشن معظم هجماتها في دول مسلمة، وغالبا ما تهاجم طوائف إسلامية أقل تطرفا، مثل الشيعة والصوفيين الذين تعدّهم كفارا.

وأعلن تنظيم الدولة المسؤولية عن الهجوم على "فرنسا الصليبية"، مشيرا إلى أن كل الفرنسيين مسيحيون، بينما من المتوقع أن يودي الهجوم بحياة بعض المسلمين، لأنهم ثاني أكبر طائفة في أوروبا بعد المسيحيين.

وقال ياسر اللواتي، المتحدث باسم جمعية التصدي للإسلاموفوبيا في فرنسا، إن "داعش تقتل مسلمين بالآلاف على مدى سنوات في أفريقيا والشرق الأوسط"، مضيفا القول: "والآن يقتلون مسلمين في فرنسا."

وتابع اللواتي بالقول: "كلمة إسلامي في اسمهم هي مجرد ذريعة يستخدمونها في فكرهم"، موضحا بالقول: "انظر إلى سلسلة الهجمات التي نفذوها، ليس هناك نهاية".

وتشكل الأقلية المسلمة في فرنسا، وهي الأكبر في الاتحاد الأوروبي، نحو ثمانية في المئة من السكان.

ومن القوائم التي نشرت لمقتل 129 شخصا في هجمات باريس الجمعة الماضي، تم التعرف على نحو ستة في المئة منهم بواسطة أسرهم وأصدقائهم، وهم مسلمون أو لهم أصول عرقية في الدول التي يغلب على سكانها المسلمون.

"مواطنون"

حليمة وهدى سعدي شقيقتان من أصل تونسي كانتا تحتفلان بعيد ميلاد صديق لهما في مقهى "لا بيل إيكيب" حيث يعمل شقيقهما خالد، وحليمة أم لطفلين، وعمرها 37 عاما، وهدى تبلغ 35 عاما، وكانتا تجلسان في شرفة خارج المقهى، ومن بين 19 ضحية قتلوا في الهجوم هناك، إذ قال خالد لتلفزيون "آي تيلي" إن المهاجمين "وصلوا على عجل، وأطلقوا النار على كل من كانوا في الشرفة، وقتلوا جميع الأشخاص بمن فيهم شقيقتاي".

وقال عبد الله وهو شقيق آخر: "نحن مجرد مواطنين مثل أي شخص آخر نحب أسرتنا ونحب الناس... نحن ثمانية من الإخوة والأخوات، والآن أصبحنا ستة".

وهناك ضحية أخرى في المقهى ذاته كانت جميلة هود (41 عاما) ابنة مهاجرين جزائريين، وكانت تعمل في متجر للأزياء.

وكان أمين ابن المبارك (29 عاما) مهندسا معماريا، نشأ في المغرب، وجاء إلى فرنسا للدراسة، وكتب أستاذه السابق مارك آرمينجود في إشادة به: "والداه أرسلاه إلى بوردو ليدرس الطب، لكنه انزلق بعيدا لباريس ليدرس الهندسة المعمارية، ولفت انتباهنا على الفور".

وتشير مواقع على الإنترنت إلى أن بين الضحايا خير الدين صاحبي (29 عاما)، وهو عازف موسيقى له فيديو على موقع يوتيوب، ويقول بارتيميلي جوبير رئيس جامعة السوربون في باريس التي كان يدرس فيها صاحبي إنه كان "عازف كمان مبدع من الجزائر.. وهو نشيط للغاية في مجتمع الموسيقى التقليدية في الجامعة".

جاءت الأخبار بشأن الضحايا بوسائل متنوعة، فقال رجل في كاليفورنيا على فيسبوك إن ابن عمه محمد أمين بن مبارك قتل في واحدة من الهجمات، وإن زوجته أصيبت بثلاث رصاصات، وهي في حالة حرجة.

وأكدت القنصلية المصرية في باريس أن المصري صلاح عماد الجبالي (28 عاما) توفي في الهجوم على صالة باتاكلان.

وأعلن لاسانا ديارا لاعب كرة القدم الفرنسي من أصل مالي كان يلعب في استاد فرنسا عند بدء الهجوم على صفحته على فيسبوك أن ابن عمه أستا دياكيتي قتل في الهجوم، وطلب من محبيه الفرنسيين "الاتحاد في مواجهة الإرهاب الذي لا يعرف لونا ولا دينا".