نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا حول مواقف
المنظمات الإسلامية بفرنسا من
الهجمات الأخيرة التي ضربت باريس، مشيرة إلى أن تلك المواقف تراوحت بين إعلان الولاء للوطن الذي يعيشون فيه، وبين الحرص على إيصال الرسالة الحقيقية للإسلام المعتدل الوسطي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بقيادة أنور كبيبش، يستعد لإطلاق "نداء وطني" في 2500 مسجد بفرنسا، الجمعة القادم، بغرض إثبات نوايا مسلمي
فرنسا الحسنة في المشاركة في محاربة "التطرف".
وأكد كبيبش الأنباء التي تحدثت عن إغلاق السلطات الفرنسية العديد من المساجد، داعيا إلى عدم "أخذ الكل بذنب الفرد"، وقال: "لا يعقل أن يتم غلق مسجد لأن أحد الأئمة مشتبه به.. رواد المسجد لن يتفهموا أنه إجراء احترازي مؤقت".
وبحسب الصحيفة؛ فقد تقرر عقد اجتماع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، اليوم الأربعاء، للتحضير لـ"نداء وطني" سيُتلى في خطب الجمعة بمساجد فرنسا، يتم التأكيد من خلاله على وسطية الإسلام، والتزام مسلمي فرنسا بميثاق الجمهورية.
ونقلت "لوفيغارو" عن عمار لصفر، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، "الذي يتبنى فكر تيار الإخوان
المسلمين"، قوله إن "هناك بعض الخراف الضالة في المجتمع الإسلامي، وهناك مساجد لم تحترم الأهداف الإيجابية التي أُسست من أجلها".
وأقر لصفر بأن العديد من العائلات المسلمة تلقى صعوبة في حماية أبنائها من "التطرف"، مضيفا: "أولئك الشباب يهجرون قيم مجتمعاتهم، وينحدرون نحو التطرف، رغم أن خطابنا يدعوهم للنهوض مبكرا، والإقبال على الحياة، للدراسة والعمل وتحقيق النجاح".
وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمات الإسلامية بفرنسا؛ تؤكد على أن الدولة الفرنسية لها الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربة "الإرهاب والتطرف"، مستشهدة بقول عمار لصفر إن "للحكومة الفرنسية الحق في مراقبة ما يحدث في المساجد، رغم أن أغلب أولئك الإرهابيين ينشطون من خارج الحدود، وخاصة من بلجيكا وسوريا".
واعتبر عدد من المراقبين أن مسلمي فرنسا اليوم "محصنون ضد التطرف أكثر من أي وقت مضى"، محذرين المسؤولين السياسيين من "الوقوع في فخ الخطاب السياسي المتطرف والعنصري، الذي يدعو لاستئصال الإسلاميين من البلاد".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن مسلمي فرنسا ينبذون "خطاب الكراهية والتطرف"، رغم أن أحداث كانون الثاني/ يناير ضد صحيفة شارلي إيبدو؛ جعلتهم في قفص الاتهام، "وقد جاءت أحداث الجمعة الماضي لتؤكد أن الكل يركب سفينة واحدة، وأن الإرهاب لا يميز بين مسلم وغير مسلم".