صدرت محكمة بريطانية حكما على تاجر
سلاح ليبي تخفى بصورة إمام وعمل في مسجد في منطقة ويلز، أثناء محاولته الحصول على أسلحة وإيصالها لمقاتلي
الزنتان.
واعترف تاجر السلاح بأنه كان يحاول الهروب من
بريطانيا وبحوزته فاتورة بقيمة 18.6 مليون جنيه إسترليني لشحن ذخائر.
واعترف عبد الرؤوف الشاطي (29 عاما) يوم أمس بحيازة وثائق تتعلق بشحنة ذخائر لصواريخ مضادة للدبابات وبنادق من نوع "إي كيه -47" ورشاشات واستئجار طائرة شحن روسية لأغراض "إرهابية" حسبما أوردت صحيفة "التايمز"، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21".
واعترف الشاطي بتزوير طلب لجوء حيث عمل كإمام في مسجد ريكسهام- شمال ويلز بعد أن تجاوز المدة المسموحة له بالإقامة في بريطانيا.
وكان الشاطي يعمل على الصفقة مع رجل آخر مقيم في إيطاليا لإيصال الأسلحة لجماعة الزنتان. وتم إرسال صور مؤيدة للزنتان الذين ينشطون في شمال
ليبيا، منها رجل يحمل "إي كيه-47" وصورة لرجل منافس من أنصار الشريعة وهو يقوم بذبح جندي.
وتقول مصادر إن الشاطي له صلات مع رموز من النظام السابق لمعمر
القذافي، منهم واحد يعرف باسم "السيد الليبي".
وتقول الصحيفة إن الشرطة اكتشفت العملية بالصدفة عندما كانت تلاحق ثلاثة ناشطين من أتباع رجل دين متشدد وقامت بمداهمة شاحنة قرب دوفر واعتقلت اثنين منهما بالإضافة إلى 17 آخرين.
وتعتقد الشرطة أن الشاطي كان منخرطا في عمليات تجنيد لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وأصدرت المحكمة قرارا بإدانته بثلاث قضايا تزوير. وتم استبعاد أفعال الإرهاب من أهداف العملية.
وتم اعتقال الشاطي بالصدفة عندما داهمت الشرطة الشاحنة المتجهة نحو دوفر وفحصوا هاتفه النقال وفوجئوا عندما عثروا على تأكيد بالموافقة على شحن الأسلحة من شركة مقرها في سويسرا بقيمة 28.5 مليون دولار.
وكان الطلب مكون من 1104 أطنان من الذخيرة لنقلها نحو ميناء طبرق، وعلى ما يبدو أرسل الشاطي رسالة يسأل فيها "أين الذخيرة؟ ولم يتلق جوابا".
وذهب الرجل الذي كان صلته في إيطاليا للشرطة واشتكى بأنه تعرض للخديعة وخسر مبلغ 200 ألف يورو بعد قيامه باستئجار الطائرة، وعندما داهمت الشرطة مسكنه وجدت وثائق تشير لقيام الرجل والمتعاونين معه بالعمل نيابة عن جماعات في كل النزاعات بالمنطقة بما فيها سوريا وليبيا والعراق.
وتقول مصادر إن الشرطة عثرت على صور لهم أثناء زيارة مصانع للسلاح.
وتم احتجاز الصلة الإيطالية في ليبيا بسبب خسارته المال.
وترجم الشاطي طلبا للحصول على طائرة "إليوشن "إيه أل-76" وأكد أن المال قد حول لها في 3 أيلول/ سبتمبر.
وبعد ساعات أرسل الشاطي رسالة بالبريد الألكتروني "للسيد الليبي" يخبره فيها أن قائدا من كتيبة الزنتان التي ساعدت في الإطاحة بالزعيم القذافي "ينهي عقدا في إيطاليا".
وجاء في رسالة أخرى مؤرخة في 10 أيلول/ سبتمبر، أن عملية أخرى يتم التحضير لها بغطاء فرنسي لكن الموافقة لن تتم بدون تأمين طائرة تجارية من ليبيا إلى طبرق ومنها إلى الزنتان، وكتب: "صديق في إيطاليا يقوم بمتابعة العقد وهو معروف للثوار".
وعثر على صورة مجموعة من الرجال أمام راجمات صواريخ وعربات مصفحة، وعثر على صور لمقاتلين من أنصار الشريعة وهي جماعة معارضة للزنتان.
وأدين الشاطي بمحاولة مد إقامته في بريطانيا من خلال الخداع، ورفض الشاطي الاعتراف بالاتهامات أما الثلاثة الذين لاحقتهم الشرطة في البداية، فقد برأت ساحتهم من محاولة الانضمام لتنظيم الدولة وكذا سائق الشاحنة الروماني الذي اتهم بمحاولة
تهريب البشر.
ويقول الفريق الذي يدافع عن الشاطي إنه يدعم الحكومة الشرعية ولا علاقة له بتهريب السلاح.. فيما يجادل فريق الاتهام بأن قرارا من الأمم المتحدة يمنع نقل السلاح إلى ليبيا وأن الشاطي و"السيد الليبي" من مؤيدي النظام السابق. والمحكمة مستمرة.