سياسة عربية

التحالف الدولي يخلي الأجواء السورية للمقاتلات الروسية

قصفت روسيا 285 موقعا في سوريا خلال ثلاثة أيام - أرشيفية
لم يشن الأمريكيون والتحالف الذي يقودونه ضد تنظيم الدولة ضربات جوية في سوريا منذ ثلاثة أيام، في هدوء يتناقض مع إعلان موسكو أنها ضربت 94 هدفا في الساعات الـ24 الأخيرة.

وأفادت إحصاءات التحالف أن آخر قصف في سوريا يعود إلى الخميس 22 تشرين الأول/ أكتوبر عبر ضربة لطائرة دون طيار في شمال البلاد استهدفت آلية ومدفع هاون.

وعزا البنتاغون هذا الإحجام إلى ظرف موقت، نافيا خصوصا أن يكون التحالف يفتقر إلى أهداف.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس، الاثنين: "نطلب من أجهزة استخباراتنا أهدافا نستطيع ضربها دون إحداث خسائر في الأرواح، ولم نحصل على أي هدف في الأيام الأخيرة"، متداركا بالقول إن "هذا لا يعني أننا لسنا في صدد البحث عن أهداف أخرى. وسيكون هناك أهداف أخرى".

وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع لم يشأ كشف هويته أنه لا يمكن "استخلاص شيء" من هدوء الأيام الأخيرة.

وعلق مسؤول أمريكي آخر قائلا: "ليس هناك نقص في الأهداف" ولكن "قد يكون هناك سلسلة أسباب تدفعنا إلى عدم القصف" مثل سوء الأحوال الجوية.

وأعلن الجيش الروسي الاثنين أنه نفذ 59 طلعة فوق سوريا وضرب 94 هدفا "إرهابيا" في الساعات الـ24 الأخيرة، في رقم قياسي منذ بدء التدخل الروسي في نهاية أيلول/ سبتمبر.

285 موقعا في ثلاثة أيام

بدورها، أعلنت روسيا، قصف 285 موقعا في سوريا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ادّعت أنها تابعة لتنظيمات إرهابية.

وأفاد المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع الروسية إيغور كاناشينكوف، في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، أن الطائرات الحربية الروسية أجرت 164 طلعة جوية في الأيام الثلاثة الأخيرة، وقصفت 285 موقعا تابعا لتنظيمات إرهابية.

وذكر كاناشينكوف أن الطائرات الروسية أجرت 59 طلعة جوية في الـ24 ساعة الأخيرة، قصفت خلالها 94 موقعا، مشيرا إلى أن المواقع المستهدفة توزعت على محافظات إدلب شمالا، واللاذقية (غربا)، وحلب (شمالا)، وحماة (وسط)، والعاصمة دمشق، ودير الزور(شرقا).


120 ألف نازح

وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن 120 ألف شخص على الأقل نزحوا جراء المعارك في محافظات حلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) في سوريا منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر.

وقالت فانيسا هوغوينن، متحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للمنظمة الأممية، في جنيف، إن "الطواقم الإنسانية تعتبر حاليا أن ما لا يقل عن 120 ألف شخص نزحوا من محافظات حلب وحماة وإدلب منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر جراء استمرار المعارك".

وأوضحت أن هذا العدد قدر الأسبوع الفائت بخمسين ألفا.

وأفادت الأمم المتحدة أن معظم النازحين بقوا في محافظاتهم على مقربة من قراهم، لكن بعضهم فر إلى مخيمات تجاور قرية قاح القريبة من الحدود التركية.

وأضافت المتحدثة أن "الناس يحتاجون إلى خيم وأدوات منزلية أساسية وطعام ومياه وخدمات صحية"، لافتة إلى أن مختلف الجهات الإنسانية تواصل مساعدة النازحين وتوزع عليهم خصوصا أطباقا ساخنة.

وبدأت روسيا مهاجمة مدن في سوريا نهاية أيلول/ سبتمبر المنصرم، بناء على طلب رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتقول موسكو إن تدخلها العسكري جاء لاستهداف مراكز تنظيم الدولة، فيما تقول الولايات المتحدة وحلفاء لها إن أكثر من 90 بالمئة من الأهداف التي تضربها روسيا لا علاقة لها بالتنظيم.