ذكرت صحيفة "ميكور ريشون"
الإسرائيلية مساء الجمعة، أن
روسيا دفعت سرا بوحداتها الخاصة الأكثر شهرة إلى سوريا للقتال إلى جانب
نظام الأسد.
ونوهت الصحيفة إلى أنه سبق لعناصر هذه الوحدات أن قاتلوا في شرق أوكرانيا واعتمدت عليها روسيا في ضم شبه جزيرة القرم وأجزاء من أوكرانيا لها، مشيرة إلى أن هذه الوحدات لعبت دورا مركزيا في عمليات القمع التي نفذتها روسيا في الشيشان لقمع التوجهات "الانفصالية" عن الاتحاد الروسي، ناهيك عن دورها في اقتطاع أزبحيا وجنوب أوستيا من جورجيا وضمها لروسيا عام 2008.
وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من قادة الوحدات الخاصة الروس يعملون كمستشارين ويشاركون في تدريب عناصر قوات الأسد، منوهة إلى أن التقديرات ترجح أن تطول فترة التدخل الروسي العسكري في سوريا، بسبب انهيار معنويات ضباط وجنود جيش الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن الانطباعات الأولية التي تولدت لدى المدربين الروس حول معنويات عناصر جيش النظام مخيبة للآمال إلى حد كبير، ما عزز القناعة لدى قيادة الجيش الروسي بأن فترة تورطه في سوريا ستطول.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الجنرالات والجنود الروس الذين يشاركون في القتال إلى جانب نظام الأسد هم من وحدة "جيش 58"، التي تشكلت عام 1995.
يذكر أن صحيفة "إسرائيل اليوم" كشفت في عددها الجمعة الماضي، النقاب عن أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى
تل أبيب تؤكد أن 1500 جندي روسي وصلوا مؤخرا لسوريا للمشاركة الفعلية في القتال، بالإضافة إلى بضعة آلاف من الجنود الإيرانيين الذين يشاركون بشكل فاعل في القتال إلى جانب الأسد في منطقة "حلب".
من ناحية ثانية، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن هناك ما يؤشر على أن التدخل العسكري الروسي سيكون مكلفا أكثر مما تصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية عن هذه المصادر، قولها إن الكشف عن جنود روس قتلى في المعارك الدائرة في سوريا يدلل على أن الأمور تسير بعكس رغبة قائد الكرملين.
ونوهت المصادر إلى أن الكابوس الذي يقض مضجع بوتين يتمثل في إمكانية وقوع جنود روس في الأسر، مشيرة إلى أن الروس بإمكانهم التعاطي مع قضية القتلى وتقليص تأثيراتها.
وفي سياق متصل، قال يواف ليمور المعلق العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إنه في الوقت الذي تبدي فيه المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية ارتياحا للتعاون والتنسيق مع الروس في سوريا، فإن هذا التعاون يثير قلقا كبيرا في الإدارة الأمريكية.
وفي تعليق نشره موقع صحيفة "إسرائيل اليوم" الجمعة، نوه ليمور إلى أن الأمريكيين يخشون أن يقود التنسيق الثنائي بين موسكو وتل أبيب في سوريا إلى نشوء تحالف إسرائيلي روسي.
وأوضح ليمور أن الأمريكيين قلقون من هذا الاحتمال لدرجة أن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجديد الجنرال جوزيف دنفورد سيصل إلى تل أبيب هذا الأسبوع، للتباحث مع قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول هذه المخاوف.
ودعا ليمور دوائر صنع القرار السياسي والنخب الأمنية في تل أبيب إلى استغلال المخاوف الأمريكية من احتمال تشكل الحلف الإسرائيلي الروسي ومحاولة ابتزاز الإدارة الأمريكية ودفعها للموافقة على قائمة تفاهمات استراتيجية كبيرة و"سخية"، في ختام الاتصالات التي تجرى حاليا بين تل أبيب وواشنطن بشأن ما يتوجب على الولايات المتحدة تقديمه لإسرائيل في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
واستدرك ليمور محذرا المسؤولين الإسرائيليين من مغبة الوقوع في أسر الروس، ومنوها إلى أن التجربة التاريخية تدلل على أن الروس لم يقفوا إلى جانب الأطراف التي تحالفوا معها، وأن هناك ما يدلل على أن الروس يريدون توظيف تدخلهم في سوريا من أجل إحراز إنجاز ما على صعيد مطالبهم في أوكرانيا.