نشر موقع "روسيا اليوم"، الثلاثاء، تقريرا مطولا يسخر فيه من قدرات تركيا في التصدي للطائرات العسكرية الروسية، بعد أن كانت أنقرة هددت بإسقاط أي طائرة تخترق أجواءها، "إلا أنها بعد أن اخترقت طائرات روسيا أجواء تركيا مرتين، لم تجرؤ على تنفيذ تهديدها"، بحسب التقرير.
وقال، حبيب فوعاني، كاتب التقرير، إن "أردوغان بعد اختراق روسيا أجواء بلاده، طلب النجدة من الناتو، الذي رجا موسكو أن لا تكرر هذا الاختراق، وأن تتجنب استهداف مواقع المعارضة السورية المعتدلة على الحدود".
وأضاف فوعاني أن "الرد أتى سريعا على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما سخر قائلا (إن
روسيا مستعدة للاتصال بالجيش الحر في
سوريا إن كان موجودا أصلا)".
وكان بيان لحلف الأطلسي (الناتو) كشف أن طائرات حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي مرتين بداية الشهر الجاري.
وحذّر الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، وقتها من كون
تركيا لن تستطيع احتمال الضربات الروسية في سوريا، وبأن موسكو قد تخسر صداقة تركيا جراء ذلك، وقال إن "حلف شمال الأطلسي أصدر إنذاراً شديد اللهجة، ونحن لن نستطيع تحمّل ذلك، لذلك يجري حالياً اتخاذ بعض الخطوات التي لم نكن نرغب بها".
وكانت رئاسة الأركان التركية، أعلنت في السادس عشر من الشهر الجاري، إسقاط طائرة تبين أنها روسية الصنع، عقب انتهاكها للمجال الجوي التركي، بمحاذاة الحدود مع سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي سينيرلي أوغلو، إن الروس قدموا اعتذارهم عدة مرات، وقالو إن الأمر لم يكن متعمدا، وإنهم اتخذوا الإجراءات اللازمة لتجنب تكرره.
"السلطان أردوغان"
وقال فوعاني، في تقرير إن "هذه الأحداث تأتي بعد خمس سنوات من رفع أردوغان شعار تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وإعراب الرئيس التركي عن نيته إقامة الصلاة في المسجد الأموي بدمشق".
وتابع ساخرا: "لقد كان موقف السلطان التركي، الطامح إلى إقامة الخلافة العثمانية من جديد، آنذاك منطقيا ومفهوما بعد موجات "الربيع العربي" وسقوط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا، حيث افترض أردوغان أن هذا السيناريو سيتكرر في سوريا، ولذا كان فتحه الحدود في عام 2012 أمام اللاجئين السوريين، معتقدا أن إقامتهم في بلاده لن تطول كثيرا، ولا سيما أن دول الخليج العربي كانت على أي حال تمول إقامتهم".
وأضاف: "تهاوت أماني أردوغان بإسقاط (نظام الأسد الدموي) كبيت مصنوع من الكرتون".
بوتين ماض في عمله
وقال التقرير إن ما أسماه "شركاء أردوغان في التحالف المعادي للرئيس السوري"، وبعد خمس سنوات من المآسي والدمار وعشرات الألوف من القتلى في سوريا، "لا يرغبون حتى الآن بالاعتراف بانهيار خططهم".
أما موسكو، فبحسب تقرير "روسيا اليوم" فكانت "محقة برهانها على السلطة الشرعية السورية، وبدعمها المتواصل لها، والذي كانت العملية العسكرية الروسية في سوريا أحد أهم معالمه، وشكلت أحد أسوأ كوابيس أردوغان، الذي تقلصت أحلامه ومشروعاته في سوريا، إلى بضعة كيلومترات على الحدود معها، لا تعبرها الطائرات".
وختم التقرير ساخرا بأن "الرئيس الروسي بوتين ماض حتى النهاية بالعملية العسكرية الجوية في سوريا، لكي لا يصبح أردوغان خليفة عثمانيا جديدا، فاستعدوا لسماع التهديدات التركية المتواصلة بإسقاط الطائرات العسكرية الروسية".
يذكر أن روسيا بدأت بمهاجمة مدن في سوريا نهاية الشهر الماضي، وتقول إن هذا التدخل لاستهداف مراكز تنظيم الدولة، وهو أمر تنكره الولايات المتحدة التي تقول إن أكثر من 90% من الأهداف التي تضربها روسيا لا علاقة لها بتنظيم الدولة.