شنّت المفارز الأمنية التابعة لتنظيم الدولة، بمساندة ما يعرف باسم "الشرطة الإسلامية"، أواخر الأسبوع الماضي، حملة
اعتقالات واسعة استهدفت أعضاء سابقين في حزب البعث
العراقي، في عدة مناطق في محافظة
صلاح الدين، للاشتباه بتشكيلهم مجموعات مسلحة سرية تهدف إلى شن هجمات على مواقع تمركز التنظيم.
وشملت الحملة التي شنها التنظيم يومي الأربعاء والخميس الماضيين؛ بلدات الحويجة والشرقاط والزوية في المحافظة.
ويقول سكان محليون من قضاء الحويجة، تواصلت معهم "
عربي21"، إن "
تنظيم الدولة نظم حملة دهم لعدد من المنازل في الحويجة بعد تطويقها في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء، منذرا السكان بعدم الخروج من منازلهم، وهو الأمر نفسه الذي جرى في قضاء الشرقاط"، حسب معلومات يتداولها سكان القضاء.
ويُعتقد أن المعتقلين متهمون بتشكيل "مجموعات مسلحة تتهيأ لضرب مواقع التنظيم من داخل المدن لمؤازرة القوات الحكومية التي قد تهاجم تلك المدن في أية ساعة، وأغلبهم من أعضاء سابقين في حزب البعث لهم ارتباطات مع جهات تُقيم في إقليم كردستان، أو مع الحكومة العراقية والحشد الشعبي"، بحسب قول مصدر محلي لـ"
عربي21"، اشترط عدم الكشف عن اسمه.
وأكّد المصدر المحلي أنه على معرفته الشخصية بالكثير من المعتقلين "الذين كانوا في السابق من أعضاء حزب البعث، أو من أبنائهم، إضافة إلى أعضاء معروف عنهم الانتماء لجيش رجال الطريقة النقشبندية منذ أيام الاحتلال الأمريكي". ويقود جيش الطريقة النقشبندية نائب الرئيس السابق، عزت الدوري.
ومع إحجام تنظيم الدولة عن الإعلان عن مثل هذه الحملات، أو التصريح بأعداد المعتقلين وأسباب الاعتقال، إلا أن ثمّة معلومات مسربة تفيد "باختراق تنظيم الدولة لإحدى الخلايا في الحويجة"، حسب المصدر ذاته الذي رفض تأكيد مثل هذه المعلومات، لكنه يعتقد أن التركيز على تشكيل مجاميع مسلحة سرية في "الحويجة بالذات هو خيار كردي أكثر منه حكومي لما تمثله من خطر على كركوك".
غير أنّ أبا عيسى الجبوري، الذي رفض التعريف عن نفسه بشكل صريح، قال لـ"
عربي21"، إن "أغلب المعتقلين هم من أقاربي من عشيرة الجبور، فرع الحوري، التي تقف رسميا ضد التنظيم، على الرغم من أنّ الكثير من أبنائها يقاتلون في صفوفه".
ويؤكد الجبوري أنّ ذوي المعتقلين لنْ يسكتوا عن اعتقال أبنائهم "دون سبب، لهذا نطالب الدولة الإسلامية بتوضيح ملابسات الاعتقال وحقيقة التهمة"، على حد قوله.
من جهة أخرى، قال شهود عيان لـ"
عربي21" إن تنظيم الدولة "اعتقل السبت الماضي عددا من أبناء قرية الزوية التابعة لقضاء الشرقاط بتهمة تشكيل مجموعات سرية لمقاتلة التنظيم من داخل مناطق سيطرته".
ويرى مصدر مقرب من تنظيم الدولة أن الكشف عن هذه المجموعات جاءت بعد متابعة دقيقة لتحركاتها واجتماعاتها، "خاصة بعد أن وردتنا معلومات عن خلافات حادة بين قيادات تلك المجموعات حول مسائل تتعلق بقيادتها، أدت، على سبيل المثال، إلى إلغاء أو تأجيل أكثر من اجتماع لحين التوافق على اختيار قيادات لتلك المجموعات"، بحسب قول المصدر لـ"
عربي21".
يذكر أن تنظيم الدولة نفذ الكثير من الإعدامات في الساحات العامة، وقام بتصويرها وبثها من خلال وسائل الإعلام الخاصة به.