قالت وسائل إعلام
لبنانية، إن 12 فردا من عائلة "آل صفوان"، من منطقة الأوزاعي، سافروا الى تركيا بهدف
الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا، قبل أن يتلقوا اتصالا من أحدهم سبح نحو الشاطئ بمشقة، ليفيدهم بغرق ثلاثة أفراد من العائلة، بينهم زوجته، وثلاثة قبضت عليهم الشرطة التركية، وستة في عداد المفقودين، فيما وصفته مواقع بـ"الفاجعة".
وفي تقرير لموقع "جنوبية" الشيعي اللبناني المعارض لسياسات حزب الله، وصف الموقع أن "البؤس والحاجة جمعا بين اللبنانيين والسوريين في زورق واحد بحثا عن حياة كريمة في الخارج. في الخارج حيث يُحترم الإنسان كإنسان، يستطيع المرء أن ينام مرتاح البال دون قلق حول مستقبله أو مستقبل أبنائه، هناك حيث لا صوت قذائف، لا موت محتم قتلا أو فقرا"، بحسب تعبيره.
وتساءل الموقع عن "السبب الذي يوازي بإلحاحه لدى عائلة شيعية لبنانية مأساة وبؤس النازحين السوريين الذين لم يجدوا سوى البحر منقذا لمعاناتهم وإن كان الثمن حياتهم".
إلى ذلك، قال الناشط السياسي ومدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان، لقمان سليم، لموقع "جنوبية" إنه "رصدت لقطتان على مواقع التواصل: الأول خبر مقتل أسرة آل صفوان من منطقة الأوزاعي، واللّقطة الثانية نشرها أحد مواقع التواصل عن وصول عائلة من طرابلس ركبت موجة الهجرة غير الشرعية إلى برّ الأمان".
وأضاف سليم أن "الطائفة الشيعية لا خيمة فوق رأسها، فخيمة البؤس والفقر تطال الجميع، حتى لو إن هذه العائلات اللبنانية تتقمص الهوية السورية في ألمانيا، فالبروباغندا الزائفة لا تخفي أن الأوضاع لدى
الشيعة أفضل من غيرهم"، بحسب قوله.
ورأى سليم أن "الثقافة الانتصارية التي يروّج لها حزب الله، والتي هي جزء من مكونات الوعي الزائف، تصوّر بأنّ الشيعة لديهم قضية أسمى تتجاوز قضايا الآخرين المعيشية والحياتية"، مشيرا إلى أن "هذه العائلة تدفع ثمن هذا الوعي الزائف الذي يروّج له الحزب، ولكن الثمن غال".
واعتبر سليم أن "وضع الشيعة بمواجهة محيطه الخليجي والسوري والأوروبي والأمريكي والعالم أجمع، أدّى إلى ألّا يصبح للشيعي ملاذ سوى الموت إلى جانب حزب الله في معاركه الدائرة في
سوريا، أو
اللجوء إلى البحر متقمّصين جنسيات أخرى، فتتعدد الأساليب والموت واحد، موت بطيء وآخر سريع"، مختتما بالقول إن "ما حصل مع آل صفوان نوع من الاصطفائية، باب وعنوان نزول الطائفة الشيعية من أعلى سلم الانتصارية إلى الواقع بأنهم بشر يجري عليهم ما يجري على الآخرين"، مشيرا إلى "أنهم هربوا من خيارات الموت، وأبسط الأمور أن يهرب الإنسان من الموت".