قال صالح رحال، شقيق أحمد رحال "أبو حسين" القيادي في "
جبهة النصرة"، إن شقيقه تمكن من الهرب من سجون التنظيم الذي اعتقله قبل عام بتهمة "كيدية" وزجه في سجن بإدلب، وفق قوله.
وكتب رحال على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك": "منَّ الله على الشيخ القائد أبي حسين بالخلاص من قبضة جبهة النصرة، بعد أسر دام سنة كاملة، والآن هو حر رغما عن أنوفهم".
ويأتي نبأ تمكن رحال من الفرار بعد يوم واحد على إجراء قيادة "جبهة النصرة" تغييرات على مستوى الصف الأول لقادتها في الشمال، حيث تم عزل "أبو هاجر الحمصي" عن إمارة
إدلب وتعيينه أميرا على حلب، مقابل تعيين "أبو حسين الأردني" أميرا على إدلب، وفقا لناشطين.
وأوضح الحساب الجهادي الشهير "مزمجر الشام" أن "مصادر من داخل جبهة النصرة قالت لنا إن أبا حسين رحال تمكن من الهرب بعد مساعدة أبي هاجر الحموي أحد الأمنيين في النصرة له" .
وينحدر أحمد حسين رحال "أبو حسين" (40 عاما) من بلدة معردبسة بريف إدلب، وكان من منتسبي الأمن العسكري لمدة محدودة، قبل أن يبدأ عمله الجهادي بمساعدة أقاربه في الدخول إلى العراق إبان الغزو الأمريكي.
واعتقلت الأجهزة الأمنية في
سوريا "أبو حسين رحال" عام 2006، ليصدر قرار بتسريحه من العمل العسكري، وفرض إقامة جبرية عليه داخل المنزل بعد الإفراج عنه عام 2007.
باشر "أبو حسين رحال" عمله العسكري بعد قمع نظام الأسد للمظاهرات السلمية المطالبة بإسقاطه عام 2011، حيث انضم ابتداء إلى كتائب "أحرار الشام"، وكانت تربطه علاقة قوية بقائدها السابق حسان عبود "أبو عبد الله الحموي"، وفقا لمقربين منه.
وذكر مقربون من رحال أنه شارك منذ بدء العمل المسلح ضد النظام في غالبية معارك الشمال السوري، كما أشرف على تأمين انشقاق عشرات الضباط والجنود من نظام الأسد.
وقالت رابطة "أنصار أبو حسين رحال" التي أنشئت بعد اعتقاله، إن "جبهة النصرة أصرت عليه بأن ينضم إليها، وبالفعل استجاب لهم، وكان من مؤسسي الجبهة في الشمال السوري، وكان له شأن كبير عند النصرة وغيرها".
وأضافت الرابطة: "في بداية خلاف النصرة وتنظيم الدولة، انحاز أبو حسين ومن معه إلى النصرة؛ حيث كانت تربطه علاقة جيدة بأبي محمد الجولاني، وكان من أوائل من حذر من الدولة، ودعا لاستئصالها".
وتابع بيان الرابطة الذي نُشر قبل عام تقريبا: "كان رحال من أوائل من طرد الدواعش من مناطقه، فحاولوا اغتياله عبر إنشائهم خلية في بلدته معردبسة، وعلى رأسها شخص يدعى محمد عبد المنعم شيخ قاسم، وشقيقه الآخر ويدعى هاني شيخ قاسم، حيث كلفهم
تنظيم الدولة بزرع عبوات لرحال وعناصره".
وأكمل البيان في سرده لتفاصيل رواية اعتقال "أبو حسين رحال": "تم كشف عبوة للخلية، وعند محاولة القبض عليهم اشتبكوا مع عناصر أبي حسين، وتم القبض على هاني و تسليمه للشيخ
يعقوب العمر قاضي جبهة النصرة، لكن سرعان ما تم اغتيال الشيخ يعقوب".
البيان قال إن "حسين شيخ قاسم، الأمني في جبهة النصرة، والمدفوع من داعش، قام بإخراج أخيه هاني من السجن، وتوظيفه معه أمنيا في النصرة، ونشر إشاعة بين الناس أن أبا حسين رحال هو من فجر بالشيخ يعقوب العمر".
وقال البيان إنه وبعد ذلك بدأت أطراف من داخل "جبهة النصرة" مسلسل تلفيق التهم وتأليب الرأي العام داخل التنظيم على أبي حسين، وتابع: "حتى إنهم وعدوا أهل الشبيحة، والمخبرين والخوارج الذين قتلهم أبو حسين بأنهم سيأخذون لهم حقهم منه".
وأوضح البيان حينها أن "جبهة النصرة أضافت لأبي حسين رحال تهمة العامل مع جمال معروف وحركة حزم بعد قضاء النصرة عليهما، بالرغم من أنه حينما تم اعتقال رحال كانت النصرة تقاتل معهما جنبا إلى جنب".
وقال أفراد من عائلة رحال إن "جبهة النصرة لم تكتف باعتقال أبي حسين وحدة؛ حيث اعتقلت عددا من أفراد أسرته، وصادروا جميع ما يملكون من أسلحة وذخيرة وممتلكات شخصية.
وأرجحت عائلة رحال أن يكون المتسبب باعتقال "أبو حسين" أشخاصا مقربين من تنظيم الدولة، حيث ساءهم "العداء الشديد الذي يتبناه رحال تجاه داعش، وقتاله لهم في دير الزور وحلب، كما أنه من التيار المعتدل في النصرة، ويملك علاقة جيدة بأبي ماريا القحطاني، والقيادي المفصول صالح الحموي".
وزعم حساب "مزمجر الشام" وأقارب لرحال بأن منظر التيار الجهادي "أبو قتادة الفلسطيني" أصدر فتوى قبل شهور بقتل رحال بـ"الاستفاضة"، بعدما رفض الجولاني قرار قتله تعزيرا بسبب سبقه في "الجهاد"، وفق قولهم.
إلا أن "أبو قتادة الفلسطيني" نفى صلته كليا بما أشيع عبر مواقع التواصل، كما نفى بأن يكون قد سمع بشخص اسمه "أبو حسين رحال".
واستبعد ناشطون أن يكون "أبو قتادة الفلسطيني "أصدر مثل هذه الفتوى، لا سيما أنه يرى وجوب قتال تنظيم الدولة، وإقصاء المتعاطفين معه داخل صفوف "النصرة"، وهو ما يتوافق مع رؤية "أبو حسين رحال" في تلك النقطة.