أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس، قرارا فرضت بموجبه عقوبات على رجل الأعمال
اللبناني مرعي
أبو مرعي وشركاته في لبنان وفروعها المتعددة في الخارج، وجمّدت أصوله وأمواله في الولايات المتحدة الأمريكية،
القرار الأمريكي الذي نشر على موقع وزارة
الخزانة الأمريكية، جاء استكمالا لسياسة التضييق التي تنتهجها الإدارة الأمريكية على المنافذ المالية لحزب الله، حيث صدر القرار بسبب ارتباط مرعي بشبكة اللبناني الكولومبي أيمن
جمعة لتجارة المخدرات وتبييض الأموال، وللأعمال التي أفاد منها
حزب الله، بحسب القرار.
ووفقا لما ذكر موقع "جنوبية" اللبناني المعروف بمعارضته لسياسات حزب الله، فإن مرعي أبو مرعي هو رجل أعمال لبناني من بلدة الهلالية في قضاء صيدا، عاش فترة طويلة من حياته في الاغتراب قبل أن يعود إلى لبنان، وقد أسس العديد من المشاريع والاستثمارات الناجحة، فهو رئيس مجلس إدارة شركة أبو مرعي لاينز، وعضو مجلس إدارة جمعية أصحاب السفن اللبنانية، وقد تمّ وصفه بـ"مفتاح الاقتصاد في بنين"، ضمن إشارة إلى نجاحاته في عالم الاقتصاد والاستثمار بحسب جريدة "اللواء".
ويملك رجل الأعمال اللبناني، العديد من المشاريع الحيوية في قطاع النقل البحري والموانئ، فهو يملك أسطولا بحريا معدا لنقل السيارات والبضائع، في حين تقدم أبو مرعي بمشروع استثماري في ميناء صيدا البحري، يقضي بإنشاء حوض لتأمين مختلف أنواع الصيانة للبواخر، إضافة إلى إعادة تأهيل وتصنيع البواخر، كما قدّم اقتراح مشروع لإنشاء سوق حرّة، خصوصا أنّ له تجربة ناجحة في كلّ من إفريقيا والأردن.
أما أيمن جمعة الذي يبلغ من العمر 47 عاما، الملقب بـ"جونيور"، فهو متّهم بإدارة شبكة دولية لتهريب المخدرات، بمشاركة مهربين كولومبيين وعصابة "لوس ثيتاس" المكسيكية للتهريب،
في حين يتم تداول معلومة تقول إنّ أيمن جمعة هو صهر الرئيس نبيه بري، الذي تزوّج ابنته الصغرى قبل سنوات. لكن تبين أن هناك تشابه أسماء والمقصود بالعقوبات ليس له علاقة ببري.
ويواصل "جنوبية" نشر معلومات حول جمعة، قائلا: "نشرت نيويورك تايمز الأمريكية على صدر صفحتها الأولى في 14 كانون الأول 2011 أنّ أيمن جمعة متّهم في الولايات المتحدة الأمريكية بالاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، لكنّه غير موجود في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتقد بأنه في لبنان".
وبحسب "التايمز"، فإنّ التحقيقات الأمريكية أكدّت حينها أنّ "جمعة قام بتنسيق عمليات تهريب أطنان من الكوكايين من كولومبيا إلى عصابة لوس ثيتاس، على أن تكون وجهتها الأخيرة الولايات المتحدة، وقام بعمليات تبييض ملايين الدولارات من أموال المخدرات؛ لإعادتها إلى مزوديه الكولومبيين".
وطبقا للصحيفة الأمريكية، فإن جمعة "متهم بتسهيل تهريب كميات هائلة من الكوكايين إلى الولايات المتحدة مع تبييض أموالها في جميع أنحاء العالم، كذلك كشفت التحقيقات الأمريكية أنّ أنشطته المزعومة في تهريب المخدرات وتبييض الأموال، سهلت أنشطة منظمات دولية عديدة لتهريب المخدرات، بما في ذلك الأنشطة الإجرامية لعصابة لوس ثيتاس المكسيكية لتهريب المخدرات".
وأشارت "التايمز" في تقريرها الإخباري إلى أنه "ثبتت علاقة جمعة بحزب الله، خصوصا لما يمتلك الحزب من قدرة على خرق النظام المصرفي اللبناني".
وفي 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، أدين أيمن جمعة في شرق مقاطعة فرجينيا لتنسيقه عملية شحن ما يفوق 85 ألف طن من الكوكايين، وتبييض ما يفوق 250 مليون دولار من أموال المخدرات، في حين ما يزال جمعة فارا من وجه العدالة.
في العودة إلى القرار الذي نشر على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، وترجمته حرفيا صحيفة "المستقبل" اللبنانية في عددها الصادر الجمعة،حذّرت الوزارة المواطنين الأمريكيين من "الارتباط بعلاقات مع أبو مرعي أو القيام بأعمال مع شركاته المتعددة، التي تتضمن الشحن البحري ومراكز التسوّق والتطوير العقاري، مذكّرة بالعقوبات التي سبق أن فرضتها على جمعة وعلى "البنك اللبناني الكندي"، بموجب قانون "ملاحقة مروّجي المخدرات الأجانب".
وجاء في القرار أن "وزارة الخزانة الأمريكية، جمدت الأصول المالية لأربعة مواطنين لبنانيين ومواطنين من ألمانيا و11 شركة، بسبب نشاطاتهم في ترويج المخدرات، عملا بقانون "ملاحقة مروّجي المخدرات الأجانب".
وبيّن القرار الأمريكي أن هؤلاء الأشخاص يقومون "بدعم تهريب المخدرات ونشاطات تبييض الأموال، التي يديرها تاجر المخدرات ومبيّض الأموال الكولومبي اللبناني أيمن سعيد جمعة، وشريكه الرئيسي حسن عياش، ومجموعة جمعة الإجرامية التي ترتبط بعلاقات مع حزب الله".
وبناء على القرار، فإنه "يتم تجميد كل الأصول التي يملكها هؤلاء الأشخاص أو تقع تحت الوصاية الأمريكية، ويحظّر على المواطنين الأمريكيين عموما التعامل معهم".
من ناحيته، قال القائم بأعمال مدير مكتب "مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة"، جون سميث: "إنّ مرعي علي أبو مرعي يدير أعمالا بحرية ضخمة، تسهّل على مجموعة جمعة نشاطاتها غير الشرعية في تبييض الأموال وتهريب المخدرات على نطاق واسع".
وبيّن سميث أن "شبكة جمعة الإجرامية هي حلقة تبييض أموال متعددة الجنسيات، استفاد حزب الله من نشاطاتها"، مؤكدا أن "قرار اليوم يبرهن التزام وزارة الخزانة بتعطيل شبكة تبييض الأموال التي تديرها هذه الشبكة، ومنع وصول أصولها إلى النظام المالي العالمي"، منوها إلى أن "مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة، نسق بشكل وثيق مع إدارة مكافحة المخدرات، والجمارك ومراقبة الحدود، من أجل وضع قرار اليوم موضع التنفيذ".