يختتم "المتعجلون" من حجاج بيت الله الحرام، مناسك الحج، اليوم السبت، ثاني
أيام التشريق، الذي يعرف بيوم "التعجل"، وذلك بالتوجه إلى بيت الله العتيق في
مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، آخر مناسك الحج، بعد رميهم
الجمرات الثلاث في مشعر منى.
وتدفقت جموع الحجيج صباح اليوم على منشأة الجمرات، لرمي الجمرات الثلاث، كما أنهم رموها أمس اتباعا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة.
وبعد رمي الجمرات، يتوجه
الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، اتباعا لقوله تعالى: ((فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)).
وإذا رمى الحاجّ الجمارَ اليوم، 12 من ذي الحجة، ثاني أيام التشريق، كما فعل في اليوم الأول، فقد أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلا، وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير، بشرط أن يخرج من منى، قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.
وسيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى، ويرمون في ذلك اليوم الجمرات الثلاث، كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر، ويتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع.
وتأهبت قوات الدفاع المدني المشاركة لتنفيذ خطة مواجهة الطوارئ بالحج، وللتعامل مع المخاطر الافتراضية المرتبطة بمغادرة أعداد كبيرة من الحجاج المتعجلين مشعر منى لأداء طواف الوداع اليوم.
وأكد الدفاع المدني اتخاذه جميع الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة الحجاج في الطرق المؤدية إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن قائد قوات الدفاع المدني بمنى، اللواء علي بن عطاالله العتيبي، جاهزية وحدات الدفاع المدني بالمشعر لوداع حجاج بيت الله الحرام من المتعجلين، ابتداء من بعد ظهر اليوم، وحتى مغادرة آخر حاج مخيمات منى.
وأفاد بأن دراجات نارية مجهزة بوسائل الإطفاء، ترافق الحجاج المتعجلين، للتدخل السريع في أي حادث، وحتى وصولهم إلى المسجد الحرام.
وأشار العتيبي إلى تكثيف فرق الرصد في جميع الأنفاق التي يسلكها الحجاج المتعجلون، أثناء مغادرة المشعر، لقياس نسبة الانبعاثات الكربونية والإبلاغ عن أي زيادة فيها تتجاوز الحدود المسموح بها، وللقيام بأعمال التهوية والتطهير حفاظا على سلامة الحجيج.
من جانبه، بين قائد قوة الدفاع المدني، العميد ناصر النهاري، أنه تمت زيادة عدد نقاط الدفاع المدني بجسر الجمرات لمواجهة أي مخاطر قد تحدث، نتيجة وجود أعداد كبيرة من الحجاج المتعجلين، لرمي الجمرات ومغادرة مشعر منى إلى المسجد الحرام.
وأكد أن رجال الدفاع المدني ينتشرون في جميع أرجاء منطقة الجمرات للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، وتنفيذ خطط الإخلاء وإسعاف المصابين وكبار السن والمرضى، الذين قد يتعرضون لأي مشاكل صحية مفاجئة نتيجة الإجهاد أو التدافع أثناء رمي الجمرات.
بدوره، أكد قائد قوة الدفاع المدني بالحرم المكي، العقيد مهدي بن زايد الفهمي، زيادة عدد نقاط تمركز وحدات الدفاع المدني داخل المسجد الحرام والساحات الخارجية لسرعة التدخل، وتقديم الخدمات الإسعافية للحجاج المتعجلين وأيضا المتأخرين، وذلك بالتنسيق مع فرق الهلال الأحمر والشؤون الصحية.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع.
ويأتي رمي الجمار، تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته، ويحذرون منه.
وقد لقي 717 حاجا مصرعهم، صباح أول أمس، أول أيام عيد الأضحى، وأصيب 863 آخرون، جراء تدافع وازدحام في شارع 204 المؤدي إلى جسر الجمرات بمشعر "مِنى".
وفي أعقاب الحادث، أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه وجه الجهات المعنية بالتحقيق في ملابساته و"الرفع لنا بالنتائج في أسرع وقت".
ورغم أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه الذي تشهده مواسم الحج، فإنه يعد الأسوأ والأكبر في عدد ضحاياه منذ 25 عاما، وذلك عندما لقي 1426 حاجا مصرعهم خلال تدافع كبير في نفق بمنى عام 1990.
ويعد هذا أول حادث من نوعه يشهده جسر الجمرات الجديد بعد إنشائه، منذ وقوع حادث تدافع في كانون الثاني/ يناير 2006، أسفر عن وفاة 362 حاجا.
وجسر الجمرات، يوجد في منطقة منى بمكة المكرمة، ومخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج، ويضم جمرة العقبة الصغرى، والوسطى، والكبرى.
ويتكون الجسر، الذي يبلغ طوله 950 مترا، وعرضه 80 مترا من أربعة أدوار وطابق أرضي.
ووفقا للمواصفات، فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا، و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.