حصل شاب من فلسطينيي سوريا، لجأ إلى السويد، على الميدالية الذهبية في بطولة الجودو لفئة الشباب، في حين أنه كان قد حصل على المركز الثالث في سوريا.
وكان الشاب عبد الله موسى، (19 سنة)، وهو من من مواليد مخيم اليرموك في دمشق، قد هاجر إلى السويد في أواخر عام 2013 بمفرده، وانتقلت أسرته إلى القاهرة بعد الأحداث التي شهدها المخيم.
"لم أرغب بهذه الرياضة عندما بدأت بها منذ عشرة أعوام، لكن تشجيع أخي الأكبر وحبي لمدربي جعلني أعشقها لدرجة الإدمان"، بهذه الكلمات بدأ عبد الله حديثه لـ"عربي21".
حصل عبد الله عام 2009 على المرتبة الثالثة ببطولة سوريا لرياضة الجودو، كما حصل على المركز الأول في بطولة دمشق خلال عامي 2009 و2011.
وفي حديث خاص بـ"عربي21"، قال عبد الله: "عندما وصلت إلى السويد كنت قد انقطعت عن التدريبات مدة عام ونصف بسبب الاوضاع التي تشهدها سوريا، وخلال رحلة اللجوء تحدثت مع مسؤولتي في الشؤون الاجتماعية وطلبت منها أن تبحث لي عن مركز لرياضة الجودو، وحصلت بالفعل على مكان في مدينة لاندسكرونا التي أعيش فيها".
وأضاف: "لقد تم إعفائي من دفع رسوم الاشتراك بعدما دفعت رسوم ستة شهور متتالية، وذلك يعود لأحترافية أدائي وإعجاب المدرب في قدراتي"، وفق قوله.
ويتابع: "تمكنت بعدها من الإشراف على تدريب الأطفال في نادي مدينة لاندسكرونا، ولكن بدون مقابل، بهدف اختلاطي مع الناس والتمكن من تعلم اللغة بأسرع وقت ممكن".
يدرس عبد الله حاليا في الثانوية في مدينة لانسكرونا بتخصص البناء، وقد شارك في بطولات قبل هذه البطولة، وحصل على ميداليتتين فضيتين ومثلهما من البرونز.
وقبيل بطولة السويد لهذا العام بأربعة أشهر، تلقى عبد الله دعوة من مدربه للمشاركة فيها. وقال لـ"عربي21": "عندما تلقيت تلك الدعوة بدأت بالاستعدادات لها والتدريب بشكل منظم، ولم أتغيب يوما عن التمارين".
وجرت البطولة السبت الماضي (19 أيلول/ سبتمبر) في مدينة هلمستاد، في الجنوب الغربي للسويد، حيث فاز عبد الله في ثلاث جولات متتالية، ما أهله إلى النهائي، ليفوز فيه على السويدي ماركس القادم من نادي مدينة يوتوبوري.
وبهذا الفوز حصل عبد الله على لقب بطل السويد للشباب تحت سن 21 عاما، ولتكون الميدالية الذهبية لهذه الفئة من نصيبه.
بطموح عالٍ وإرادة قوية يحكي عبد الله عن هدفه: "أرغب بالانضمام إلى فريق المنتخب السويدي لأتمكن من المشاركة في بطولات دولية وأوروبية"، مضيفا: "أشعر في داخلي أن لدي القدرة على فعل الكثير، ولكن هذا مرتبط بالتمارين التي تقتصر على يومين في الأسبوع وأرغب بالمزيد والاختلاط مع الآخرين"، حسب تعبيره.
لم ينس عبد الله فضل مدربه في سوريا، محمد نمر، حيث توجه برسالة شكر له عبر فيها عن امتنانه، مشيرا إلى فضل دوره الأساسي في وصوله إلى هذه المستويات، على حد قوله، كما دعا كل الشباب الذين لديهم موهبة أو حلم أن يسعوا إلى تحقيقه ولا يجعلوا من اللغة عائقا أمام الوصول إلى القمة.