قالت صحيفة "الغارديان" إن
بريطانيا وجهت دعوات لدول
قمعية وذات سجل فقير في حقوق الإنسان، للمشاركة في أكبر
معرض للسلاح، افتتح الثلاثاء في لندن.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة البريطانية وجهت دعوة للسعودية ومصر والبحرين وأذربيجان، للمشاركة ضيوفا للمعرض، الذي افتتح في منطقة "دوكلاندز" شرق لندن.
وتذكر الصحيفة أن المعرض، الذي يعقد مرة كل سنتين، أصبح محلا للنقاش بين من يقولون إن الدول الكبرى المنتجة للسلاح لا يمكنها الادعاء بأنها تدافع عن حقوق الإنسان، وبين من يقولون إن صناعة
السلاح توفر عشرات الآلاف من الوظائف ومواد ثمينة للتصدير.
ويلفت التقرير إلى أن معرض "المعدات الدفاعية والأمنية الدولي" هذا العام يتزامن مع دفعة من الحكومة البريطانية لزيادة صفقات السلاح مع دول الشرق الأوسط، بينها
السعودية، حيث تعد سوقا مربحا لبيع السلاح. وأظهرت بريطانيا دعمها للسعودية، من خلال تزويدها هذا الصيف بـ 500 قنبلة "بايوي آي في" المخصصة لسلاح الجو البريطاني.
وتبين الصحيفة أن الأسطول الجوي للمقاتلات السعودية يشمل على طائرات بريطانية الصنع مثل "تورنيدو" و"يوروفايتر" و"تايفون"، إضافة إلى مقاتلات "إف-15" الأمريكية الصنع. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مايكل ستيفنز من المعهد الملكي للدراسات المتحدة، قوله: "تقوم بريطانيا بتسليم أسلحة خاصة بها من أجل ملء المخازن العسكرية السعودية".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن السعودية تقود تحالفا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وتلقى الحملة دعما من الأمم المتحدة بموجب قرار من مجلس الأمن. وأبرز مسؤول للأمم المتحدة ومنسقها للشؤون الإنسانية يوهانس فانك كلاو أن الهجمات على البنى التحتية اليمنية تعد خرقا لقوانين الحرب.
وتورد الصحيفة أن البرلمان الأوروبي دعا الأسبوع الماضي الحكومة الأذربيجانية إلى وقف القمع ضد مؤسسات المجتمع المدني والعاملين في مجال حقوق الإنسان.
وينوه التقرير إلى أن الدعوة وجهت إلى أنغولا والجزائر وكولومبيا والعراق وعُمان وقطر وباكستان وتركيا والإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا من بين 61 دولة مشاركة. مستدركا بأنه رغم عدم دعوة إسرائيل بشكل رسمي للمشاركة، إلا أن الصناعة الإسرائيلية سيكون لها جناح في المعرض.
وتكشف الصحيفة عن أن الدعوة لم توجه إلى روسيا هذا العام؛ بسبب العقوبات المفروضة عليها لتدخلها العسكري في أوكرانيا. مشيرة إلى أن أكثر من 1500 شركة ستشارك في المعرض، وستعرض أحدث منتجاتها العسكرية، وتضم كبرى الشركات العسكرية الأمريكية والبريطانية، مثل "لوكهيد مارتن" و"بوينغ" و"ريثيون" و"بي إي إي سيستمز". وهناك 40 جناحا مخصصا للدول الأجنبية.
ويشير التقرير إلى أن منظمة "أمنستي" قد قامت بحملة وضعت شعارها أداة تعذيب خيالية، للتزامن مع المعرض الذي افتتح يوم الثلاثاء. واكتشف الناشطون في معارض عسكرية سابقة عددا من أدوات التعذيب غير القانونية المعروضة للبيع، بما فيها أسلحة كهربائية وعصي وقيود للجسد.
وتورد الصحيفة أن منظمة "أمنستي" قالت إن هناك ذخائر غير قانونية من ضمن المعروضات. وكشفت المنظمة عن مشاركة تسع شركات قامت بخرق قوانين بريطانيا، وشاركت في المعرض في الفترة ما بين 2005 و2013.
ويبين التقرير أن من ضمن معروضات هذا العام معدات صممت لحماية الناس من القوة القاتلة، مثل سترة تنفخ بنفسها، وحذاء ضد الأدوات القاتلة صممته شركة في كارديف. لافتا إلى أن قيمة صادرات السلاح البريطاني تصل في العام إلى سبعة مليارات دولار، وتقول صناعة السلاح إنها توفر وظائف لـ 360 ألف موظف.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المشاركين في الحملة ضد التسلح يقولون إن حوالي 100 ألف من هؤلاء يعملون في وظائف خدمية وإدارة المنشآت التي تنتج فيها الأسلحة.