نشرت صحيفة نوفال أبسرفتور الفرنسية تقريرا إثر ظهور صورة جثة
طفل سوري لفظتها الأمواج، قالت فيه إن هذه الصورة التي أحدثت ضجة كبيرة في أنحاء
العالم كافة، وشكلت صدمة للإنسانية، هي في الحقيقة تمثل إدانة للعالم، على تقصيره أمام الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب السوري. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه أمام عجز الإحصائيات المفزعة والقصص المأساوية عن إشعار العالم بفظاعة الكارثة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري، قررت وسائل الإعلام نشر الصورة الحزينة للطفل السوري على
الشاطئ، علها تعبر عن حجم الكارثة. وذكرت الصحيفة أن هذا الطفل يدعى "أيلان كردي"، ويبلغ من العمر ثلاث سنوات، وقد فر مع عائلته من مدينة عين العرب كوباني، التي تشهد كرا وفرا بين مقاتلي تنظيم الدولة والميليشيات الكردية. ومثل آلاف السوريين الآخرين قررت هذه العائلة عبور مسافة 23 كيلومترا، التي تفصل سواحل بودروم التركية عن جزيرة كوس اليونانية، إحدى أقصر المسافات البحرية نحو الاتحاد الأوروبي. ونقلت الصحيفة عن عمر محسن، أحد
اللاجئين الناجين، أن 175 شخصا استقلوا 12 زورقا خلال ليلة الثلاثاء الماضي، بعد أن دفع كل واحد منهم ما بين ألف وألفي يورو. ولكن كما يحصل دائما، بعض هذه الزوارق انقلبت بعد ثلاثين دقيقة من الانطلاق، ولم يكن أحد يملك سترة نجاة. وعلى غرار 11 آخرين من بينهم أمه وأخوه ذو الخمس السنوات، ظهرت جثة الطفل أيلان وهو يرتدي قميصا أحمر وسروالا أزرق، وهي ممددة على شاطئ بودروم. وقد وقف أحد رجال الشرطة أمامها محدقا لدقائق، قبل أخذها بين يديه، في حضور مصور تركي نقل الصورة نحو كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وقالت الصحيفة، إن كل الصحف العالمية وضعت تلك الصورة على صفحاتها الأولى، مثل الأندبندنت والغارديان والتايمز والدايلي مايل والصن، فيما كتبت الأندبندنت تحت الصورة: "إنه ابن شخص ما" في انتقاد واضح لاستهتار العالم بأرواح السوريين. واعتبرت الصحيفة أنه إذا فشلت هذه الصورة الصادمة للطفل السوري في تغيير طريقة تعامل الدول الأوروبية مع اللاجئين، "فما الذي يمكن أن يغيرها؟". وأكدت الصحيفة أن نشر وسائل الإعلام الصورة جاء بهدف استنهاض ضمير العالم، لأن الكلمات لم تعد كافية للتعبير عن أزمة اللاجئين، والمسؤولون السياسيون لا يحركون ساكنا أمام هذه الكارثة الإنسانية. نقلت عن الصحفية الأمريكية ليز سلاي قولها "إن هذه الصورة تمثل رمزا لفشل العالم بأكمله في مساعدة
سوريا". وقالت الصحيفة إن صورة أخرى قديمة للطفل أيلان صحبة أخيه غزت مواقع التواصل الاجتماعي، رافقها هاشتاغ باللغة التركية يقول "الإنسانية فشلت". فيما تساءلت وسائل إعلام حول ما "إذا كان ضمير الإنسانية سيصحو بعد مشاهدة هذه الصورة." فيما اعتبرت أخرى أن قوة هذه الصورة "أخرست العالم". وبحسب منظمة الأمم المتحدة فقد تعرض 2500 إنسان للغرق أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول لأوروبا منذ بداية هذه السنة. وقد علق بيتر بوكارت، مدير الطوارئ في هيومن رايتس وتش، أن "البعض يقولون إن هذه الصورة صادمة ومن غير المناسب نشرها في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي. ولكن بالنسبة لي فإن الشيء الصادم فعلا وغير المناسب هو أننا لم نفعل شيئا لإنقاذ حياة هذا الطفل".