رأى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنه "لمعرفة مخاطر التدخل العسكري
الإيراني في
العراق، فإنه يجب إلقاء نظرة على جميع الإيرانيين الذين قُتلوا هناك، حيث كان يشغل هؤلاء القتلى مناصب ومراتب عسكرية في الحرس الثوري، والعمليات الخاصة، حيث تعكس هذه الرتب العالية نسبيا أن الإيرانيين يشغلون مناصب قيادية على رأس المليشيات الشيعية العراقية".
وبحسب تقرير للباحث علي آلفونه، نشر على موقع معهد واشنطن، فإن "تقارير عن عمل الضباط الإيرانيين، التابعين لفيلق القدس الثوري وقائده قاسم
سليماني، بالإضافة إلى معلومات عن زمان مقتلهم ومكانه تعزّز الانطباع عن مدى مستوى وخطورة التدخل الإيراني في العراق".
وطبقا لما يعتقد الباحث، فإنه بالرغم من أن التدخل العسكري الإيراني في العراق محدود، بيد أنه يعكس احتياجات متنوّعة لوكلاء طهران في ساحات مختلفة".
وفي تفسير منه لطبيعة التدخل العسكري الإيراني في العراق، الذي جاء نتيجة سخط كبير في إيران على سلوك تنظيم الدولة الهمجي، فقد سلط الباحث الضوء على "الأعمال البطولية" التي تجترحها "قوة القدس" وسليماني والإيرانيين، الذين لاقوا مصرعهم في العراق، حيث تقدم هذه الأعمال لمحات مهمّة عن تدخّل طهران العسكري في العراق.
وفي معرض التعريف بالقتلى الإيرانيين في العراق، الذي له شأن كبير بمعرفة طبيعة التدخل الإيراني في العراق وشكله، أشار آلفونه إلى أن "جميع القتلى الشيعة المعروفين، الذين سقطوا في معارك العراق منذ تموز/ يوليو 2014، ويبلغ عددهم 26 قتيلا، مواطنون إيرانيون".
وواصل آلفونه -في توضيح- طبيعة التدخل الإيراني في العراق، بقوله إن "جميع الإيرانيين الـ26 الذين قُتلوا يشغلون مناصب في "الحرس الثوري الإسلامي"، وقد خدم أحدهم في القوات الجوية لـ"الحرس الثوري"، وآخر في فرقة العمليات الخاصة في "الحرس". وقد تمّ التعرّف على ثلاثة آخرين بشكل واضح، بوصفهم أعضاء في "قوة القدس" التابعة لـ"الحرس الثوري"، بينما خدم أربعة آخرون في "قوات التعبئة الشعبية" (الباسيج).
بالإضافة إلى ذلك، ووفقا لتقرير الباحث، "كان تسعة من الإيرانيين الذين قتلوا في المعارك من الضبّاط، وتمّ التعرّف إلى واحد منهم برتبة عميد، واثنين برتبة عقيد، وواحد برتبة نقيب، و"عضو سابق في مجلس قيادة الباسيج" الإقليمي، فضلا عن أربعة آخرين تمّ تأبينهم برتبة ساردار (أي قائد). أمّا القتلى الـ17 المتبقون، فبدا أنّهم متخصّصون، وليس مجرّد جنود مشاة، من بينهم رجلا دين ومهندسان ومصوّر".
وختم الباحث آلفونه تقريره، ذاكرا بالتفصيل مناصب بعض القيادات الإيرانية التي قتلت في العراق، في إشارة منه إلى المساعدة في معرفة وفهم طبيعة التدخل الإيراني في العراق، حيث بين أن "العميد حميد تقوي، وهو أغلب الظنّ أهمّ الوفيات التي مُنيت بها "قوة القدس" التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، شغل منصب واحد من المنظّمين الأساسيين للمقاومة الشيعية العراقية ضدّ تنظيم الدولة، أمّا جواد جهاني، فشغل منصب قائد إحدى وحدات قوات الصدمة؛ حيث حرّرت المليشيا العراقية تحت إمرته مدينة بلد في محافظة صلاح الدين".