يحاول تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بناء
مؤسسات خاصة به تبرز وجها مختلفا عما هو معروف عنه، كدولة قائمة تتمتع بمقومات الدولة الحديثة، ويركز التنظيم على الجانب الخدمي الذي له علاقة بحياة المواطنين اليومية لاظهار قدرته على تقديم الخدمات بشكل أفضل مما كانت تقدمه الحكومة العراقية.
ويركز تنظيم الدولة على تقديم خدمات الكهرباء والماء والوقود والمواد الغذائية، وحسب شهود عيان فإن أداء التنظيم يتفوق كثيرا على أداء الحكومة العراقية في هذه الجوانب.
ويحاول التنظيم أن يقنع الناس بأن الحرب التي تمارسها قوات التحالف الدولية والحكومة العراقية ضده بكونها قصف يستهدف مواطنين مدنيين يجب أن تتم عقوبتهم لأنهم تحت سيطرة التنظيم؛ كما أنه يتهم الحكومة العراقية، التي تمنع المواطنين النازحين إلى كردستان من العودة إلى الموصل، بممارسة العقاب الجماعي على المدينة، من أجل خلق عداء بين المواطنين والتنظيم المسيطر.
ويقول مقربون من التنظيم إن الحكومة العراقية قررت وقف مرتبات موظفي الموصل وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم الذي أعلن مؤخرا "عن فتح باب الوظائف في مؤسساته المختلفة التي يسميها الدوواين".
ويضيف مصدر مطلع بالموصل في حديث خاص لـ"عربي21": "بعد أن اكتملت مؤسسات الدولة الاسلامية، تم فتح باب الوظائف في ديوان التعليم والتربية، وفي ديوان الركاز، حسب الشهادة والخبرة والمقدرة، حيث تقدم الالاف من رعايا الدولة لهذه الوظائف، وكان من بين آلاف المتقدمين نسبة كبيرة من النساء تم قبولهن في الديوانين سالفي الذكر، كما تم قبول دفعة فاقت ألف موظف كوجبة أولى باشرت العمل في وظائفها فعلا".
وتابع المصدر: "الدولة الاسلامية هيأت ظروفا مناسبة للعمل حسب الشرع بالنسبة للنساء، حيث منع الاختلاط وتوفير الشروط الشرعية في مكان العمل، وتم قبول عدد كبير من النساء في تخصصاتهن وشهاداتهن في ديواني التعليم والركاز، حيث لا يوجد مانع شرعي من
توظيف النساء في وظائف يخدمن بها أهل المدينة، وتنتفع الدولة بقدراتهن، والكثير من نساء المسلمين شاركن في الغزوات، وهو عمل قاس بالنسبة للمرأة فما دونه ضمن الضوابط الشرعية لا مانع فيه".
وفي رده على سؤال لـ"عربي21" حول الرواتب قال المصدر: "إن سلم الرواتب يبدأ في الظرف الحالي من 200 دولار وحتى 600 دولار، حسب التخصص والوظيفة، ولكن في بداية العمل الوظيفي الدولة معنية وملزمة بتوفير حياة كريمة للجميع، ومن ضمنهم الموظفون، واخذت الدولة على عاتقها بناء مؤسسات مهنية تخدم الدين والعباد وستكون الاتعاب مرضية، ومازال باب التقديم مفتوحا، وحسب استفسارنا من ديواني التعليم والركاز فإن هناك متسع من الوظائف، وسيتم قبول دفعة اخرى، وايضا في دواوين ووظائف اخرى".
وعن طبيعة وظائف النساء قال المصدر: "وظائف النساء محددة بما يناسبهن، فديوان الركاز مثلا وهو معني بالمعادن والمصانع والمكائن وما يستخرج من الارض، اقتصرت وظائف النساء على الوظائف الادارية التي لا تتطلب اختلاطا، ولا جهدا كالحسابات وغيرها، وفي ديوان التعليم شملت الوظائف المدرسات والمعلمات للإناث في مدارس الدولة، لهذا فإن ما يُذاع ويُنشر عن ان الدولة تمنع النساء من العمل كله كذب وافتراء" على حد تعبيره.