أعلن مجلس محافظة البصر، المحافظة
منطقة منكوبة بسبب تفاقم أزمة
ملوحة المياه وغياب الحلول الناجعة السريعة للتخفيف من الأزمة التي تسببت بمعاناة إنسانية كبيرة وأضرار بيئية واقتصادية جسيمة.
وقال رئيس لجنة إنعاش الأهوار، في مجلس المحافظة، ربيع منصور، خلال جلسة عقدها، الأربعاء، إن "المجلس قرر خلال جلسة عقدها في مقره إعلان
البصرة محافظة منكوبة بسبب تفاقم أزمة ملوحة المياه والمعاناة الإنسانية والأضرار البيئية والخسائر الاقتصادية الناجمة عنها".
وأضاف ربيع منصور، في تصريحات صحافية، أن "توصية بذلك سوف يتم تقديمها رسميا إلى مجلس الوزراء لغرض اعتبار البصرة منكوبة من قبل الحكومة الاتحادية واتخاذ ما يلزم لإنقاذ سكانها من معاناتهم".
وسجل منصور أن "الأزمة ناجمة عن انخفاض كميات المياه العذبة الواصلة إلى المحافظة من بعض المحافظات الأخرى"، موضحا أن "حصة البصرة من المياه العذبة يفترض أن لا تقل عن 50 مترا مكعبا في الثانية، ولكن ما يصل من تلك الكمية لا يزيد عن 27 مترا مكعبا في الثانية، وذلك من جراء انخفاض مناسيب دجلة والفرات، وكثرة التجاوزات التي تطال حصة المحافظة من المياه لدى مرورها بمحافظتي ميسان وواسط".
وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوبا) وشط العرب (شرقا) أكثر المناطق تضررا من تلك الظاهرة، حيث يعاني سكانها كثيرا من ملوحة المياه، كما جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية.
وتراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب الواقع الزراعي بشلل شبه تام، إلا أن الأنشطة الزراعية في القاطع الصحراوي من المحافظة لم تتضرر من جراء تلك الظاهرة، وذلك لأن المزارع الواقعة ضمن قضاء الزبير يعتمد ريها على المياه الجوفية فقط، بحسب مراقبين.
واعتبر عضو مجلس المحافظة إلى أن "مياه البحر شديدة الملوحة حلت محل المياه العذبة في شط العرب والأنهار المتفرعة منه، بحيث تغلغل المد المحلي حتى وصل إلى ناحية الدير، وهو يقترب من قضاء القرنة".
وأوضح أن "نسبة التراكيز الملحية في مياه الشط وصلت إلى 11 ألف جزء في المليون، وهو ما يجعلها غير صالحة للاستخدامات المنزلية والزراعية، ولا حتى في البناء، وبالنتيجة نفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، وأصاب العمى الكثير من الجواميس والأبقار والأغنام من شدة الملوحة، وجفت المزيد من بحيرات تربية الأسماك، وتضررت معظم البساتين والمزارع والحقول، بحيث يواجه القطاع الزراعي انهيارا شاملا".
و تتعرض البصرة منذ عام 2007 إلى شح حاد في المياه العذبة بسبب ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الوافدة من دجلة والفرات، وعادة ما تصل خلال فصل الصيف نسبة تركيز الملح الذائب في مياه الشط الذي تروى منه معظم الأراضي الزراعية في المحافظة وتجهز منه الكثير من المناطق السكنية إلى أكثر من 6000 جزء بالمليون بالقرب من مركز المحافظة، بينما يفترض أن لا تزيد ملوحة مياه الري عن 2500 جزء بالمليون.
في مقابل ذلك تعتبر المياه منخفضة الملوحة الواصلة من خلال قناة البدعة فهي غير كافية لسد الاحتياجات السكانية، ولذلك يتم خلطها مع مياه شط العرب قبل ضخها إلى المناطق السكنية.