نشر موقع هافينغتون بوست، الناطقة باللغة الفرنسية تقريرا، عرض فيه تفاصيل حول حياة الشاب ذي الأصول المغربية، أيوب الخزاني، الذي قالت وسائل الإعلام الفرنسية، استتادا إلى التحقيقات، أنه ضالع في الهجمة الفاشلة ضد قطار أمستردام - باريس.
وقال الموقع في هذا التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إن السلطات الفرنسية تشتبه في انتماء هذا الشاب الذي سيبلغ الـ26 من عمره في أيلول/ سبتمبر المقبل، لإحدى التيارات "الراديكالية"، مشيرا إلى مثوله أمام فرع مكتب مكافحة
الإرهاب بضاحية لوفالوا بيري بباريس.
ونقل هافينغتون بوست عن الموقع الرسمي للقناة الفرنسية الرسمية، أن "تحاليل الحمض النووي أثبتت تطابق العينات المأخوذة من أيوب عند اعتقاله، مع تلك المسجلة من قبل السلطات الإسبانية"، بالإضافة إلى ما نقلته قناة "بي أف أم، الإخبارية الفرنسية حول تحديد هوية المتهم من خلال بصماته.
وحسب مصدر من الشرطة الفرنسية، تمكنت السلطات الأمنية من التوصل لهوية المتهم عن طريق عديد الأدلة المادية، من بينها البصمات، كما نقلت قناة "فرانس 2" أن وسائل الإعلام حصلت على صورته المنشورة، من خلال حسابه بالـ"فيسبوك".
وقال الموقع إن مصدرا مقربا من فرقة مكافحة الإرهاب بإسبانيا أشار إلى أن الشاب ذي الأصول المغربية، كان قد سافر إلى سوريا، في حين نفت السلطات الفرنسية علمها بهذا، وأفادت بأن أيوب قضى السنوات الفاصلة بين 2007 و2014 في إسبانيا، قبل أن ينتقل إلى
فرنسا.
وأكد المصدر الإسباني نفسه لهافينغتون بوست، بأن الشاب ذا الـ25 ربيعا، كان قد غادر فرنسا إلى سوريا ثم عاد إليها، وهو ما أكدته الصحيفة الإسبانية "الباييس"، التي أضافت أن أيوب سبق أن اعتقل بتهمة تجارة المخدرات.
وبحسب قناة "بي إف أم"، فإن أيوب تعرض للاعتقال ثلاث مرات، علاوة على تحذير السلطات الإسبانية لنظيرتها الفرنسية، من انتمائه لإحدى الجماعات الموصومة بالتشدد، في شباط/ فبراير 2014.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الخاص حول شخصية المتهم بتنفيذ العملية، أن أيوب سافر إلى برلين ومنها إلى تركيا، قبل أن تعلم السلطات الفرنسية من نظيرتها الإسبانية، باستقراره في بلجيكا.
وأفادت الصحيفة، نقلا عن مصدر مطلع على القضية، بأن أيوب "صعد في قطار ببلجيكا، حاملا أسلحة تحصل عليها هناك، مستخدما أوراق هوية من إسبانيا"، مشيرة إلى تمتع أيوب بحرية التنقل في منطقة شنغن الأوروبية، بفضل حمله لبطاقة إقامة أوروبية.
وذكرت الصحيفة أن تحركات المتهم كانت قد استرعت انتباه الجهات الأمنية بإسبانيا أولا، حيث كانت قد رصدت تبنيه لخطاب "متشدد"، في مساجد الجزيرة الخضراء، وهي مدينة تقع جنوب البلد، في منطقة جبال طارق.
وقال الموقع إن مدريد كانت قد حذرت المخابرات الفرنسية من احتمال حلول أيوب الخزاني بأراضيها مطلع سنة 2014، غير أنه لم يتم التمكن من تحديد موقعه، لتعلم باريس من السلطات الألمانية بمغادرته برلين نحو إسطنبول، في العاشر من أيار/ مايو الماضي.
وبعد فترة وجيزة، أعلمت السلطات الإسبانية نظيرتها الفرنسية باستقرار الشاب في بلجيكا، حيث تم التعرف عليه من قبل جهاتها الأمنية، بحسب وزير العدل الإسباني كوين جينز، الذي صرح بـ"عدم توفر أدلة واضحة تمكن من تحديد موقعه، أو تاريخ استقراره ببلجيكا، نظرا لكثرة تنقله داخل أوروبا"، وهو ما أكده وزير الخارجية البلجيكي شارل ميشال.
وقالت الصحيفة إن الهجمات التي تم إفشالها الجمعة الماضي، تحمل توقيع عمل "إرهابي" لإحدى العناصر "المنفردة"؛ حيث تثبت كل القرائن، من طبيعة الأسلحة التي كان يحملها المتهم، مرورا برحلته المزعومة إلى سوريا، وعدة مؤشرات أخرى، بأن المتهم الذي أطلق النار في قطار أمستردام - باريس، قبل أن يتم القبض عليه في محطة أراس، كان ينوي القيام بعملية إرهابية، وهو ما أكده جون شارل بريزار، الخبير في القضايا المتعلقة بالإرهاب، مشددا على ضرورة التحفظ على حقيقة دوافعه.
وذكرت هافينغتون بوست أن المتهم كان قد نقل صباح السبت إلى مقر المديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب بلوفالوا - بيري، أين نفى أن تكون له أية علاقة بالإرهاب.
وأكد بيزار على تلقي المسلحين المبتدئين أوامر تشجعهم على القيام بعمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية، بصرف النظر عن طبيعة الإمكانيات المتوفرة، في حين أشار المساعد السابق لمدير هيئة مراقبة الأراضي الفرنسية، إلى ما تتمتع به هذه العناصر من قدرة على الإفلات من المراقبة، ونجاحهم في تجنب لفت الأنظار.
ووفقا لآلان باور، أستاذ مختص في علم الجريمة بالمرصد الوطني الفرنسي للفنون والمهن، فإن لهذه العناصر المنفردة جهازا خاصا يعنى بتيسير عملياتهم "الإرهابية"؛ حيث تسند لهم قيادتهم التنظيمية المهام الجانبية في الأراضي الغربية، حتى يتسنى لها إدارة "المهام الخطرة" في العراق وسوريا.
وفي الختام، أشارت الصحيفة، نقلا عن المختصين، إلى محدودية العمليات التي تقدم عليها هذه الفئة، حيث تعتمد في غالب الأحيان على عامل الحظ والمفاجأة، وهو ما يجعل منها عاجزة على إسقاط عديد الضحايا؛ إذ أن الهدف الأساسي منها هو إخافة المواطنين، وإرباك السير الطبيعي لحياتهم.