قال مصدر أمني في تصريح خاص لـ"سي إن إن"، إن المسلح الذي حاول تنفيذ هجوم على قطار في رحلة ين
فرنسا وبلجيكا، مساء الجمعة، معروف لدى
الاستخبارات الفرنسية ويعتقد بأنه متعاطف مع
تنظيم الدولة.
وبين المصدر أن اسم منفذ الهجوم لم يتم الكشف عنه لإتمام عمليات التحقيق، حيث إن صلته بتنظيم الدولة ستحدد لاحقا.
وتمكن عسكريون أمريكيون الجمعة، من السيطرة على رجل مدجج بالسلاح أطلق النار في قطار كان في رحلة بين باريس وأمستردام، ما سمح بتجنب مجزرة بعد ثمانية أشهر على اعتداءات باريس.
وجرح اثنان من هؤلاء العسكريين، أحدهما بالرصاص والثاني بالسلاح الأبيض، لكنهما ليسا في خطر.
وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالعمل "البطولي" للعسكريين الذي منع على الأرجح "فاجعة أسوأ". وقال إنه يعبر عن "امتنانه العميق لشجاعة وسرعة تحرك عدد كبير من الركاب بما فيهم أفراد الجيش الأمريكي".
وأكد أوباما أن الولايات المتحدة ستبقى على "اتصال وثيق" مع السلطات الفرنسية خلال التحقيق، متمنيا "الشفاء السريع" لكل ضحايا إطلاق النار.
وقالت إدارة مكافحة الإرهاب في نيابة باريس، إنها ستتولى التحقيق في هذه الحادثة "نظرا للسلاح الذي استخدم وسير الوقائع والظروف التي جرت فيها"، في حين تحدث رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال عن "هجوم إرهابي".
واعتقل المشتبه به الذي صعد في القطار من بروكسل، وتم وضعه في التوقيف الاحترازي.
وتفيد العناصر الأولى للتحقيق بأنه مغربي أو من أصل مغربي، وإنه يبلغ من العمر 26 عاما، ومعروف من قبل الاستخبارات. وعرف عنه أنه عاش في إسبانيا وأبلغت الاستخبارات الإسبانية نظيرتها الفرنسية بتفاصيل عنه.
وذكرت صحيفة "إلبايس" الإسبانية، أن "مصادر وحدة مكافحة الإرهاب الإسبانية أفادت بأن هذا الشاب الذي سجل في الملفات على أنه متطرف "أقام" في إسبانيا لمدة عام حتى 2014، عندما "قرر الانتقال إلى فرنسا". وأضافت أن "المصادر ذاتها أوضحت أن منفذ الهجوم سافر لاحقا إلى سوريا قبل العودة بعيد ذلك إلى فرنسا".
وقال مصدر أمني إن المسلح الذي كان بحوزته رشاش ومسدس آلي وتسعة مخازن وأداة قاطعة، تمت السيطرة عليه من قبل عسكريين أمريكيين اثنين تناهى إلى سمعهما صوت تلقيمه البندقية في الحمام.
وذكر مصدر قريب من التحقيق أن عسكريا ثالثا شارك في السيطرة على مطلق النار ولم يصب بأذى.
ونقل العسكري الذي أصيب بالرصاص بمروحية إلى مستشفى "ليل". أما الجريح الثاني الذي أصيب بطعنة بآلة قاطعة في المرفق، فإصابته سطحية ونقل إلى مستشفى "أراس"، بحسب المصدر ذاته.
وقالت شبكة التلفزيون الأمريكية "سي إن إن"، إن اثنين من عناصر مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) كانا بلباس مدني وتمكنا من السيطرة على الرجل خلال تلقينه رشاشا بعدما أطلق النار على عسكري أمريكي ثالث من مسدس آلي.
وأشاد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف، الذي توجه إلى محطة "أراس"، بالعمل "الشجاع" الذي قام به العسكريون الأمريكيون، بفي حين عبر رئيس الوزراء الفرنسي لهم عن "امتنانه".
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أنه اتصل برئيس الوزراء البلجيكي واتفقا على "التعاون الوثيق" في التحقيق، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.
وقال داميان (35 عاما) الذي يتحدر من باريس وكان في القطار، إن المسلح "كان عاري الصدر ضعيف البنية". وأضاف أن "شخصا يرتدي قميصا أخضر (يبدو أنه أحد العسكريين الأمريكيين) رآه وألقى بنفسه عليه وثبته على الأرض".
أما كريستينا كاتلين (28 عاما) القادمة من نيويورك، فقد قالت إنها "سمعت عيارات نارية، ربما اثنين ورأيت رجلا يسقط". وأضافت: "كانت هناك دماء في كل مكان". وقد عرضت صورا للقطار بعد إطلاق النار يتم تداولها على كل وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت أركانغ شانون وهي من راكبة في القطار أيضا، إنه كان "أشبه بفيلم، غير أن المشاهد كانت حقيقية". وعند نزولها من القطار رأت "شخصا جالسا إلى كرسي ويداه مخضبتان بالدم ووجهه متورم".
ونقل ركاب القطار إلى مركز للألعاب الرياضية بالقرب من محطة "أراس".
وقامت الشرطة بتفتيش القطار، لكنها لم تعثر سوى على رصاصة فارغة واحدة، كما صرح مصدر قريب من الملف.
ومنذ اعتداءات 7 كانون الثاني/ يناير، بباريس التي خلفت 17 قتيلا، فقد تم تفعيل خطة مكافحة الإرهاب في كافة الأماكن التي تعتبر حساسة في فرنسا.
وتقول السلطات إنه تم منذ ذلك الحين إحباط العديد من الاعتداءات.