صممت شركة فرنسية تأسست قبل ثلاث سنوات
طائرة من دون طيار للاستخدامات الصناعية، يمكنها أن تطير بسلام في الأجواء التي تنتشر فيها غازات أو مواد قابلة للانفجار، الأمر الذي يفتح لها أسواقا واسعة في العالم.
وأطلق على هذه الطائرة اسم "4-8 أكس دوال أتيكس". وهي نموذج مطور لطائرة أخرى صممتها الشركة نفسها ودخلت في الخدمة اعتبارا من شهر نيسان/ أبريل الماضي.
وقال تييري بلو المدير العام لشركة "كزامان" مصممة هذه الطائرة من دون طيار: "إن الخطر الذي تطرحه الأجواء القابلة للانفجار هو إمكانية أن توجد شرارة تؤدي إلى
انفجار المصنع"، كما جرى مثلا في منصة بتروبراس النفطية قبالة سواحل البرازيل.
وأضاف أنه "قبل اليوم، كان ينبغي إرسال أربعة أشخاص على متن منطاد ليتفحصوا بأعينهم المنشآت المصابة بتسرب، أما الآن فقد بات بالإمكان إرسال طائرة من دون طيار ترسل صورا يمكن أن تكون مباشرة إلى مراقبين ليحددوا المشكلات".
واستغرق
تصميم الطائرة ثمانية عشر شهرا. ويقول بلو "كان التحدي الأكبر لدينا الالتزام بالمعايير الأوروبية المشددة التي تحظر توليد أي شرارة، ولذلك عدلنا في هذا التصميم كل ما يمكن أن يولد شررا، من المحركات والأشرطة إلى الشرائح الإلكترونية وما إلى ذلك".
يبلغ مدى جانحي هذه الطائرة مترا وعشرين سنتيمترا، ويراوح وزنها بين أربعة كيلوغرامات وسبعة بحسب البطاريات وأجهزة الاستشعار الموضوعة فيها، وتدفعها ثمانية محركات، ويتحكم بها شخصان عن بعد.
والطائرة مزودة بآلة تصوير ولوحتي تحكم، وجهاز بث مباشر للمقاطع المصورة، وجهاز لاسلكي ومظلة. وهي تستطيع أن تحلق بين ثماني دقائق وخمس عشرة دقيقة، تبعا لحمولتها.
ويعتقد مصمموها أن سوقها سيكون واسعا جدا، فشركات النفط والغاز والمصانع الكيميائية تحتاج إليها في عمليات الصيانة، وكذلك فرق الإنقاذ في استعداداتها للتدخل حين وقوع حوادث.
ولم يعرف بعد كم ستكون تكلفة الطائرة، لكن تييري بلو يؤكد أن ثمنها لن يتجاوز ثمن سيارة عائلية. وهي لن تباع إلا على الطلب، ويشمل ثمنها تكاليف تدريب قائديها وصيانتها، ويمكن أيضا تأجيرها مع قائدين محترفين.
ويقول بلو: "نتلقى طلبات من كل مكان من شركات نفط، ومن شركات تحتاجها للصيانة، والكثير من هذه الشركات خارج فرنسا".
وتضم "كزامين" خمسة شركاء، منهم مصمم أول طائرة من دون طيار قابلة للطي، وصاحب المرتبة الثانية في بطولة العالم للطائرات الموجهة عن بعد لسرعة تصل إلى 250 كيومترا في الساعة، ورائد في مجال التقنيات الحديثة.
وسبق أن طرحت الشركة الناشئة طائرات من دون طيار مجهزة بآلات تصوير حرارية يمكنها أن ترصد التسرب في الطاقة، وهي تستخدم في مسح المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقد سجلت في العام 2014 إيرادات بلغت 300 ألف يورو.
لكن "كزامين" تتوقع أن يرتفع رقم أعمال الطائرة الجديدة إلى مليون يورو، بحسب مديرها الذي يشير إلى "ضرورة تطوير أمور كثيرة تتعلق بها".