علمت "
عربي21" من مصدر إعلامي تركي على صلة بالدوائر العليا في الحكومة، أن اللقاء الذي أثار الجدل بشأنه بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبين مسؤول مكتب الأمن القومي في النظام السوري، اللواء علي
مملوك، تم في موسكو، وليس في الرياض كما ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، أو في مدينة جدة كما ذكرت صحيفة اللواء اللبنانية، نقلا عن مصدر سعودي، كما قالت.
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه لمراسل "
عربي21" إن لقاء موسكو تم بوساطة، بل بإلحاح من ولي العهد
الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، ومن النظام المصري، فضلا عن وساطة روسية.
وقال إن مساعي كبيرة يبذلها الإماراتيون ومعهم النظام المصري، إلى جانب الأردن الذي انضم مؤخرا للحلف، من أجل إقناع
السعودية بالتخلي عن شرط إزاحة بشار
الأسد، مقدمة ضرورية للتوصل إلى تسوية للملف السوري، الأمر الذي لم يقابله السعوديون بالرضا والموافقة حتى الآن.
وتخشى أنقرة، وفق المصدر التركي، من أن يؤدي الضغط المشترك إلى تغيير الموقف السعودي، لكنه عقب بالقول إن "الأمر يبدو صعبا"، لكنه يتخوف من جهة أخرى من أن يقوم الروس "بإغراء الرياض بمواقف تخصُّ النزاع في اليمن من أجل دفعهم لمساندة الموقف الإماراتي المصري، فيما خصّ الإبقاء على بشار".
ويرى المصدر التركي أن الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة، هو العامل الذي يُستخدم من أجل تسويق التسوية بوجود الأسد، وهو ما يجد آذانا صاغية في الولايات المتحدة أيضا.
ولا يتوقف الأمر عند حدود التسوية المقبلة، بحسب المصدر التركي، بل إن الضغوط تشمل إعادة العلاقات مع نظام الأسد قبل ذلك.
وبحسب المصدر التركي، فإن المسؤولين الأتراك يأملون في أن تواصل القيادة السعودية إصرارها على تغيير بشار، معتبرة أن التراجعات الميدانية في اليمن وسوريا تفتح الباب أمام هذا الإنجاز.