قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه لا يكمن إنقاذ
سوريا، إلى أن يتنحى النظام في دمشق عن السلطة، " فنظام الأسد هو الذي يتحمل المسؤولية عن سفك الدماء والفوضى العارمة التي أفرزت
تنظيم الدولة".
وأضاف أن نظام بشار الأسد، هو من أوجد الظروف التي أدت إلى ظهور تنظيم الدولة، مشددا على أنه " لا يمكن إطلاقاً اجتثاث هذه التربة الخصبة التي ينمو فيها التطرف ما لم يغادر بشار الأسد وتغادر معه كل دائرة بطانته المحيطة به".
وأوضح أوغلو في مقال نشرته صحيفة "ذي واشنطن بوست" الأمريكية، أن
تركيا تواجه عبر حدودها الجنوبية تهديدات خطيرة تشكل خطرا على أمنها القومي.
وأشار إلى أن النظام السوري وتنظيم الدولة يتنافسان على ممارسة "أبشع أنواع الهمجية، فبينما يقوم أحدهما بالقصف العشوائي على المدنيين العزل مستخدما الأسلحة الكيماوية، في تحد سافر للقانون الدولي، يقوم الآخر بالتخريب والتدمير ويمارس الاغتصاب والإكراه، بحق الناس الذين لم يعد لهم ملاذ يلجؤون إليه". فيما يستغل
حزب العمال الكردستاني الأوضاع في سوريا.
وبين رئيس الوزراء التركي في المقال الذي ترجمته صحيفة "
عربي21" أن تركيا لم تتوانى في جعل العمل الدبلوماسي "في مركز نشاطاتها" ما مكنها من تحويل العداوات إلى صداقات، مستدركا، أن الوضع المتقلب في المنطقة، يحول دون حل "جميع المشكلات عبر الجهد الدبلوماسي، فكما أن الخير موجود فإن الشر موجود كذلك".
وقال إن تركيا عازمة على "مواجهة خطر الإرهاب حينما وحيثما يسفر لنا عن وجهه"، مشيرا إلى أن بلاده "ملتزمة التزاماً كاملاً بمحاربة" تنظيم الدولة منذ "اللحظة الأولى التي أطلت فيها هذه المنظمة برأسها القبيح".
وأضاف " أما وقد أصبح الخطر الذي يتهددنا من قبل داعش أكثر إلحاحاً فقد اتخذنا – وفي انسجام تام مع متطلبات القانون الدولي – خطوة أساسية أخرى نحو الأمام".
وأوضح أوغلو أن "التفاهم الذي توصلنا إليه مع الولايات المتحدة الأمريكية "سيمكن تركيا من نقل ساحة الوغى بشكل فعال إلى حيث يوجد الإرهابيون". كما سيمكن من "تطهير حدودنا من أي وجود لداعش".
الحرب على تنظيم الدولة، يضيف أوغلو، ستمكن من "توفير خط إمداد حيوي للمعارضة السورية المعتدلة، والتي يتواجد عناصرها وحدهم الآن في الميدان، يقاتلون كلاً من نظام الأسد وتنظيم داعش في نفس الوقت".
واعتبر رئيس الوزراء التركي تنظيم الدولة عدوا مشتركا "سوف نقاتلها معاً بكل ما أوتينا من إمكانيات ووسائل إلى أن تلحق الهزيمة الشنعاء بقواتهم وبأفكارهم ولا تبقي منهم ولا تذر".
وبخصوص
العراق، الذي يعاني أيضا من "إرهاب داعش"، دعا أوغلو إلى "انتهاج سياسات تجمع ولا تفرق ولا يستثنى منها أحد، تكون مدعومة بالأطر القانونية الضرورية لكسب القطاعات المتضررة والمهمشة من السكان، على أن يرافق ذلك خطوات حقيقية لتعزيز نظام فيدرالي فاعل، يقوم على أساس المشاركة في السلطة وفي الموارد".
وبخصوص حزب العمال الكردستاني، قال أوغلو، إنه يلجأ إلى "الإرهاب" ويعدل عنه تارة أخرى "أملا في أن تمكنه الأوضاع في سوريا من استغلال الأمر الواقع، لتعزيز وضعه وتحسين صورته في أعين الغربيين".
وقال أوغلو مخاطبا " جميع المنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا"، يجب "أن تعلم أن أعمالها لن تمضي دون عقاب، وأننا سوف نرد على أعمالها بحزم شديد وعزم كامل، وذلك ما نملك الحق فيه بموجب القانون الدولي. وهذا لا يعني بتاتاً أن عملية البحث عن حل قد انتهت، بل على العكس تماماً من ذلك، أنا عازم على المضي قدماً بالعملية، وبأسرع ما أنا قادر عليه، وصولاً إلى النهاية المنطقية بمجرد تشكل حكومة جديدة في تركيا. ولكن، إلى أن يتحقق ذلك، لابد من وقف إرهاب حزب العمال الكردستاني ويتوجب على الحزب إخراج عناصره المسلحة من تركيا".
وختم مقاله قائلا: "حينما نتعرض للتهديد، فإننا سنرد بحزم شديد، بكل ما أوتينا من قوة وما لدينا به من إمكانيات، إلى أن ينهزم عدونا ويتقهقر".