بعث منظر التيار السلفي الجهادي "أبو قتادة الفلسطيني" برسالة إلى زعيم
تنظيم الدولة، "أبو بكر
البغدادي" بمناسبة مرور عام على تنصيب الأخير نفسه "خليفة للمسلمين".
ونوّه "أبو قتادة" إلى أن رسالته، وبالرغم من محتواها الذي يخاطب البغدادي بطريقة "هادئة"، إلا أنه لم يتراجع عن فتواه السابقة بوجوب قتال تنظيم الدولة، مضيفا: "لأنكم ما زلتم على طريقكم الذي سار عليه سلفكم من الخوارج المارقين".
ولخّص "أبو قتادة" محاور خلافه مع تنظيم الدولة بـ"التكفير بالظن، والشبهة، والانتصار للنفس"، بالإضافة إلى استحلال دماء المسلمين، وإعلانهم للخلافة، متابعا: "جعلت طائفتك هي جماعة المسلمين، فأبطلت كل تجمع وتنظيم يقاتل في سبيل الله حتى يطيعك ويدخل في خلافتك التي أعلنتها دون مشورتهم ودون قدرتك على أداء حقهم".
وفي رسالة مباشرة إلى البغدادي، قال "أبو قتادة": "أنا أخاطب رجلا ما زال مصليا في ما أظن، ويردد قول الله تعالى في كل صلاة (إياك نعبد وإياك نستعين)، فلعلها تصيب فيك ما يحسن بك الرجوع عما فعلت مما سأذاكرك به في هذه الرسالة المفتوحة".
"أبو قتادة" أوضح أن تنظيم الدولة لم يبدأ "جهادا" بنفسه، مضيفا: "ربما تقول ها نحن نقاتل الزنادقة والمرتدين في العراق، فهل هذا جهاد بدأته بإعلانك نفسك خليفة، أم هو إرث جماعات رحمة وبركة على الخلق كنت أنت أحد من انحازوا إليها، ولم تكن أنت صانعها، ولا خلافتك التي بدأته هنا وهناك".
وتابع: "فماذا أضفت من جهاد خير في باب من الأبواب، أو في مكان من الأماكن، أم أنك بإعلانك هذه
الخلافة فرقت جموعا كانت على قلب رجل واحد، وصنعت بينهم من الشر ما لا يفرح به إلا الشيطان وأولياؤه!؟".
وبنبرة قاسية، قال "أبو قتادة" للبغدادي: "تفكر أيها الرجل ببقايا عقل وبقايا دين لا يعدمهما رجل يصلي، ماذا قدم إعلان خلافتك من خير للجهاد وأهله، لا أقول ماذا قدم للمسلمين!؟ هل أضافت خلافتك رجالا كما هو المأمول من خلافة الرشد التي ينشدها أهل الإسلام جميعا!؟".
وأكمل تساؤلاته بالقول: "هل أضافت خلافتك أرضا فتحت لأهل الجهاد، أم كنت تسعى أنت وجندك ومن معك من القادة أن تحرروا المحرر، وتفتحوا ما هو بين يدي المجاهدين؟ هل فرحت بأن أعلن رجل هنا ورجال هناك بيعتهم لك، فهل هؤلاء مادة جديدة للجهاد، أم كان بيعتهم لك توهينا للجهاد، بل مصيبة حصل بها قتال بينهم وبين المجاهدين، كما تشهد بهذا كل الساحات التي دخلت فتنتك فيها؟".
وتابع: "أحقأ أيها الحاصل على درجة الدكتوراه في القراءات القرآنية تفرح لرجل أو بضعة رجال لا يعلم أمرهم ولا بأسهم ولا قوتهم، وبهم تعلن الولايات الخاضعة لسلطان خلافتك؟ أحقا تعتقد أن هناك ولاية لك في الحرمين واليمن وليبيا وخراسان، يصلح لها في اللغة والشرع والعقل أن تسمى بالولايات؟ أهي ولايات يقام فيها الشرع، ويأمن فيها المسلم على دينه وماله وعرضه، وهي تأتمر بأمرك، وتخضع لسلطانك، أم أنها في أغلبها عصابات سرية، شأنها الأكبر اغتيال المجاهدين والمكر بهم والتخطيط لدمارهم؟ أهذه صورة الولاية والخلافة في ظنك وعقلك يا رجل؟".
ووصف "أبو قتادة" أن الذي أقنع البغدادي بتنصيب نفسه خليفة للمسلمين هو "شيطان مكر به"، مضيفا: "أم أنك صاحبه الأول ومنتجه الذي تتحمل وزره كاملا يوم القيامة؟".
ولخص "أبو قتادة" أبرز ما جاء به تنظيم الدولة بأمرين، هما: "سبي النساء، وتفاخرهم به، وقتل المجاهدين والتفاخر بذلك، بزعمك -أي البغدادي- أنهم كفار ومرتدون؟".
وأضاف: "بعض مقدميكم يقولون: تفكرون بفتح روما اليوم، تقولون هذا وأنتم لا تجدون أمامكم إلا قتل المسلمين، والتواطؤ مع الكافرين، هل هذه بدايات تصلح لفتح رأس المال السليب قبل أن تفتح روما!".
واعتبر "أبو قتادة" أن "ما بين تنظيم الدولة، وبين المسلمين قطيعة لا قطيعة فوقها"، وتابع: "ما فعلتم من أمر غركم فيه الشيطان أنه سيدفع الناس إليكم خوفا لا حبا إلا وانقلب عليكم بالشر والبغض، وحيث بدأتم بأن سقطت مدن تحت سيطرتكم، لا بقوة منكم، بل بعطاء البلاء الإلهي".
وختم "أبو قتادة الفلسطيني" رسالته إلى "أبي بكر البغدادي"، قائلا له: "لا أحد بيده أمر التوبة، لا حكما ولا عطاء، والأمر بيدك، تستطيع أن تثبت قول القائل: ليس لمبتدع توبة، وتستطيع أن تنجي نفسك من النار، تلقى بها بسبب شر ما اقترفت يداك من دماء اريقت، وتفرقة صف، وإيغار صدور، وأحكام باطلة جرت على ألسنتكم والسنة الجهل من أتباعكم".