سياسة دولية

إلباييس: هجمات تونس والكويت وفرنسا "تظهر دجل وجبن المنفذين"

يرى مراقبون أن الهدف من التفجيرات هو ترويع المجتمعات الغربية - الأناضول
قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية، إن "الهجمات التي استهدفت تونس وفرنسا والكويت، الجمعة، رغم أنها مختلفة في الطريقة التي نفذت بها، إلا أن بينها قاسم مشترك كونها تمت بإيعاز أو بتنفيذ من جهادية متوحشة أعلن منذ عام نداء لخليفتها أن لا أحد في العالم كله في مأمن من هذا التهديد المتعصب".

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، السبت، التي حملت عنوان "جمعة دامية" أن الجهاديين لطخوا أمس عددا من البلدان في ثلاث قارات بالدماء في يوم جمعة من شهر رمضان وهو يوم خاص بالنسبة لملايين المسلمين. 

لكنه حسب الصحيفة ليس كذلك بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الإسلام ويتباهون باستخفافهم بحياة الإنسان.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم على فندق يملكه إسباني في تونس يظهر جبن أولئك الذين يعرفون أنفسهم في فيديوهاتهم و مجلاتهم الخاصة بكونهم محاربين، ثم بعد ذلك يطلقون النار على عشرات الأشخاص الذين يرتدون ملابس السباحة ويأخذون حمام شمس على الشاطئ، أو ضد زوار متحف كما فعلوا في مارس الماضي أيضا في تونس. 

وزادت الصحيفة، "هذا البلد الشمال إفريقي و المسلم الذي يعيش عملية توطيد الديمقراطية، أصبح الآن أولوية بالنسبة للراديكالية التي لم تعد تتحمل تقدم هذا المجتمع الذي احتضن الحداثة دون أن يتخلى عن الإسلام".

والمطلوب حاليا حسب افتتاحية الصحيفة الإسبانية الواسعة الانتشار، العمل على أن تشعر الحكومة والمجتمع التونسي بدعم حقيقي، "وليس مجرد ما يتم التعبير عنه من تصريحات من طرف المجتمع الديمقراطي الدولي، خاصة بالنسبة للسياحة التي ستتأثر لا محالة في بلد تعتبر السياحة مصدرا أساسيا للموارد وفرص الشغل".
 
 وقبل ساعات قليلة من هجوم تونس، تلفت الصحيفة إلى أن الجهاديين تسببوا في كارثة في ليون الفرنسية عندما حاولوا إحداث تفجير في مصنع للغاز الصناعي، بعد أن دخل أحد الإرهابيين إلى المعمل يحمل علم الدولة الإسلامية، وفصلوا رأس رجل عن جسده. 

وتشرح الصحيفة طبيعة هذا الهجوم وتقول إنه مرة أخرى يتكرر نموذج من العمليات الهدف منها ترويع المجتمعات الغربية، بإحداث أكبر قدر من الضرر العشوائي الممكن مع أقصى قدر من القسوة الذي يمثله قطع رأس، وهي طريقة غدت واحدة من السمات التي تميز هوية تنظيم الدولة والتي تسبب الاشمئزاز والتقزز.

وفي مجزرة مسجد الكويت تلاحظ الصحيفة أن الغضب الجهادي، لا يستند إلى معركة بين المسلمين وبقية العالم، فالقتلة الذين يختبئون وراء الدين قتلوا مجموعة من الناس العزل على وجه التحديد عندما كانوا يصلون في مسجد، وهو ما تعتبره "الباييس" دليلا آخر على أن الدجل الذي يخادع به التنظيم أتباعه الجدد ليس سوى كذبة متناقضة.

وتخلص الصحيفة إلى أن الحرب التي أعلنتها "الجماعة الجهادية" على المجتمع العالمي تتطلب من المجتمعات شراكة لتكون في حالة تأهب قصوى "لحماية قيمنا وعدم الاستسلام للخوف"، كما قال الجمعة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وموازاة مع ذلك، على السلطات اتخاذ جميع تدابير الضرورية لحماية مواطنيها.

يذكر أن ثلاث دول شهدت الجمعة هجمات إرهابية متزامنة تسببت في مقتل 28 شخصا في الكويت بعدما فجر انتحاري نفسه وسط المصلين داخل مسجد شيعي خلال صلاة الجمعة، كما قتل 39 شخصا في هجوم إرهابي على فندقين بمدينة سوسة التونسية من بينهم سياح من جنسيات أوروبية مختلفة. 

وفي مدينة ليون الفرنسية قتل شخص بقطع الرأس وأصيب آخرون في هجوم إرهابي استهدف مصنعا للغاز الصناعي، وتبنى تنظيم الدولة هذه الهجمات، في حين لقيت هذه الاعتداءات إدانات دولية واسعة.