صحافة دولية

سفير السعودية بلندن للتلغراف: الخيارات كلها موضوعة على الطاولة

الأمير محمد بن نواف: المشروع النووي الإيراني يمثل تهديدا مباشرا على المنطقة كلها - أرشيفية الأمير محمد بن نواف: المشروع النووي الإيراني يمثل تهديدا مباشرا على المنطقة كلها - أرشيفية
الأمير محمد بن نواف: المشروع النووي الإيراني يمثل تهديدا مباشرا على المنطقة كلها - أرشيفية
حذر السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، من تداعيات الملف النووي الإيراني، قائلا إن بلاده وضعت "الخيارات كلها على الطاولة" في حالة فشل المحادثات النووية مع إيران.
 
وقال الأمير محمد بن نواف في مقابلة  مع صحيفة "ديلي تلغراف" إن موقف المملكة، التي تبنت خلال السنوات الماضية سياسة الملك فهد القائمة على عدم  تطوير سلاحها النووي، قد يتغير في حال واصلت إيران "برامج لصناعة أسلحة الدمار الشامل"، وهو "ما أدى إلى تغيير النظرة كلها في المنطقة".

وتعلق الصحيفة في تقريرها، الذي اطلعت عليه "عربي21"، بأن السعودية وبقية الدول العربية تأمل في الحصول على تطمينات من الرئيس باراك أوباما بعدم قيام إيران بمواصلة نشاطاتها النووية في الاتفاق الذي قد يكتمل في نهاية الشهر الحالي.

وينقل التقرير عن الأمير محمد بن نواف قوله: "لطالما عبرنا عن دعمنا لحل الملف النووي الإيراني بطريقة دبلوماسية ومن خلال المفاوضات". وأضاف: "نثمن جهود الرئيس الأمريكي في هذا المجال، طالما أنها لم تقدم لإيران رخصة لمواصلة سياساتها التدميرية في المنطقة. ولكن الأدلة تشير إلى عكس ذلك".

وتشير الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تنتهي المفاوضات بين إيران ومجموعة "الخمسة+واحد" في نهاية هذا الشهر. ويحاول المفاوضون الضغط على إيران لتجميد دورة تخصيب اليورانيوم، التي يمكن استخدامها لتصنيع رؤوس نووية، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، التي شلت الاقتصاد الإيراني.

ويستدرك التقرير بأنه رغم المحاولات التي مضت، ورغم مرور عقد من الزمان لحل أزمة الملف النووي، فإن إيران لم تقدم أي تنازلات بشأن ملفها النووي.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في الأسبوع الماضي عن أن إيران زادت من وقودها النووي بنسبة 20% في الثمانية عشر شهرا الماضية، وهو ما يجعل من جهود الولايات المتحدة بلا قيمة، ويكشف أن الادعاء بأن إيران قد جمدت مشروعها أثناء المحادثات النووية هو كلام فارغ. وهذا ما أدى بالضرورة إلى زيادة مخاوف السعودية وبقية دول الخليج من أن أوباما مهتم بشكل كبير بتوقيع اتفاق مع إيران، أكثر من وقوفه مع حلفائه التقليديين في المنطقة.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن السفير السعودي يعتقد أن هناك أهمية للخروج باتفاق تلتزم فيه إيران بعدم إنتاج سلاح نووي، ويقول: "نأمل أن نتلقى تطمينات تضمن عدم إنتاج إيران أسلحة نووية من أي نوع"، واستدرك قائلا: "لكن إن لم يحدث هذا فإن الخيارات كلها موضوعة على الطاولة". 

وأضاف السفير السعودي للصحيفة أن "المشروع النووي الإيراني يمثل تهديدا مباشرا على المنطقة كلها، ويعد مصدرا محفزا لانتشار السلاح النووي في دول الشرق الأوسط، وبينها إسرائيل".

وِيلفت التقرير إلى أن الوكالات الاستخباراتية الغربية قالت إن السعودية دفعت 60% من مشروع باكستان النووي، مقابل شراء المملكة رؤوسا نووية، مبينة أن أي فشل من جانب إيران في تزويد الضمانات الضرورية في نهاية الشهر الحالي، قد يدفع السعوديين لتفعيل الاتفاق مع باكستان، والدخول في حلبة السباق النووي بشكل يجعل السعودية أول دولة عربية تحصل على السلاح النووي. وفي حال تم ذلك، فإن الدول الأخرى في المنطقة، مثل مصر وتركيا، قد تحاول تقليد السعودية، ما سيفتح المجال أمام السباق النووي.

وتجد الصحيفة أن تعليقات الأمير محمد يجب أن تكون تحذيرا لقادة مجموعة الدول السبع، التي بدأت اجتماعاتها هذا الأسبوع في ألمانيا. وقد حذر السفير السعوي من الدور الخطر الذي تمارسه إيران في المنطقة، خاصة دعمها للمتمردين الحوثيين. وقال الأمير محمد بن نواف: "الأدلة كلها تدعم حقيقة أن إيران تستخدم الحوثيين وكلاء لها لتحويل اليمن إلى نقطة انطلاق لتحقيق وهم الهيمنة في العالم العربي". 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى تأكيد الأمير أن السعودية ليست لديها خطط للهيمنة على المنطقة مثل إيران، ويقول إن "كل ما نهتم به هو الحفاظ على استقرار العالمين العربي والإسلامي".