يبدو أن السفير السعودي الجديد في
العراق لم يرق للكثيرين، رغم الصمت الرسمي العراقي، متهمين السفير، ذا الخلفية العسكرية، بأنه جاء لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولضرب العملية السياسية في العراق، وترتيبها وفق الرؤية
السعودية.
أمور كبيرة قد تستعصي على دولة، فكيف بسفير تتهمه وسائل إعلام عراقية وإيرانية بـ"نشر العبث التكفيري الطائفي السعودي في المنطقة"، لا سيما في سوريا ولبنان، وتشير إلى دوره في "ضخ التكفيريين داخل سوريا وإيجاد مجاميع تكفيرية لمحاربة الحكومة السورية"، ومن أدواره أيضا "تشكيل جبهة معادية للمقاومة ومحور المقاومة في
لبنان"؟
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية، الثلاثاء الماضي، تعيين ثامر السبهان، سفيرا لدى جمهورية العراق بعد أن أدى القسم أمام الملك سلمان في مكتبه بقصر السلام.
الاعتراض الذي استنكر على الحكومة قبول السفير جاء من باب أنه لم يعمل يوما في السلك الدبلوماسي، وأنه من خلفية عسكرية، وأنه "يليق بقيادة معركة وليس سفارة".
ودعا المعترضون الحكومة العراقية "وفقا للقوانين والأعراف"، إلى رفض السفير والمطالبة بآخر، كما أنهم دعوا السعودية إلى تكذيب المعلومات التي اعترضوا على السفير على أساسها، وهي صناعة "المجاميع التكفيرية التي تحمل علامات سعودية واضحة".
ائتلاف المواطن التابع للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق والذي يرأسه عمار الحكيم، كان أول المعترضين على قرار تعيين السبهان.
وقال عضو الائتلاف صلاح العرباوي، إن "السفير المعين في العراق شخصية غير مؤهلة لتسلم مهامه كسفير للسفارة السعودية".
ودعا العرباوي وزارة الخارجية العراقية إلى عدم الموافقة على السفير والمطالبة باستبداله.
وأضاف العرباوي أن "وزارة الخارجية يجب أن لا توافق على السفير السعودي وعليها أن تطالب باستبداله بشخصية تكون مؤهلة مهنيا للعمل".
وطالبت النائب حنان الفتلاوي، الخارجية العراقية بالتحقق من سيرة السفير السبهان، مشيرة إلى أن هذا الأمر معمول به في كل دول العالم، مشيرة إلى أنه لا تنطبق عليه الشروط الدبلوماسية.
والسبهان (48 سنة)، الذي يحمل الجنسية السعودية، حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية من كلية الملك بن عبد العزيز الحربية في عام 1988. وفي عام 1994 رقي إلى رتبة نقيب، وكانت آخر مناصبه ملحقا عسكريا لدى السفارة السعودية في لبنان.
وتولى السبهان مناصب عسكرية عدة، أبرزها قائد الفصيل في سرية التدخل السريع في كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة في الرياض. وقائد فصيل في السرية الرابعة في كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية.
وعمل مساعدا لقائد السرية الرابعة في كلية الشرطة العسكرية الخاصة في الرياض، لو ضابط حماية لعدد من وزراء الدفاع، ونال السبهان الذي يملك خبرة واسعة في المجال العسكري، عدة أوسمة خلال مسيرته.