نشر موقع سلايت الفرنسي، تقريرا حول تغير نظرة الفرنسيين للمسلمين نحو الأفضل إثر أحداث
شارلي إيبدو.
وذكر الموقع في هذا التقرير، الذي ترجمته صحيفة "
عربي 21"، أن هذه الأحداث لم تؤثر سلبا على الآراء الإيجابية التي يحملها عدد من الفرنسيين إزاء المسلمين، بل عززتها ورفعت من نسبتها، مثلما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
وأشار الموقع إلى الارتفاع الملحوظ للاعتداءات الإسلاموفوبية إثر هجمة "شارلي إيبدو"، وخاصة منها تلك التي تستهدف المساجد؛ حيث سجل المرصد الوطني ضد
الإسلاموفوبيا ما لا يقل عن 116 اعتداء في ظرف أسبوعين.
غير أن الاستفتاء الذي قام به مركز الدراسات الأمريكي "بوو ريسرتش" واستند عليه الموقع في تقريره، أثبت تزايد عدد الفرنسيين الحاملين لنظرة إيجابية تجاه المسلمين مقارنة بالسنة الماضية؛ نتيجة بدت غريبة ومتناقضة مع ما جد من أحداث، وإن كانت مماثلة لما حصل في الولايات المتحدة إثر هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر سنة 2001.
وأفاد الموقع بأن مركز الدراسات قد قام باستجواب عينة من 1001 فرنسي ليجد أن 76% يحملون نظرة إيجابية نحو المسلمين، مقابل 74% سنة 2014.
وصرح مركز الدراسات بأن ما يثير الاهتمام هو ارتفاع نسبة الآراء المحبذة لمعتنقي الإسلام، من 14% إلى 25%.
وفي هذا السياق، أشار الموقع إلى ارتفاع هذه النسبة من 9 إلى 18% لدى القاعدة الانتخابية لليمين الفرنسي.
وكان الباحث ريتشارد وايك قد فسر هذه الظاهرة على مدونة مركز الدراسات الذي يتحدث عنه الموقع؛ بأن أعمال العنف التي تصدر عن أقلية ما، لا يمكن أن تعود سلبا وتنسب للمجموعة التي تنتمي إليها هذه العناصر الشاذة.
وأضاف الموقع بأن تراجع المواقف المناوئة للإسلام في
فرنسا كان قد رصد كذلك من قبل ثلاث مؤسسات استشارية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، قامت بنشر هذه المعاينة عقب هجمات كانون الثاني/ يناير؛ حيث أفادت بأن نصف الفرنسيين يؤمنون بتوافق قيم الإسلام مع مبادئ الديموقراطية، مقابل 25% العام الماضي.
وكان مركز الدراسات الأمريكي الذي ذكره الموقع قد وجد بأن 59% من الأمريكيين كانوا يحملون نظرة إيجابية تجاه المسلمين عقب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، مقابل 45% في آذار/ مارس من سنة 2011.
ويعتقد الباحث ريتشارد وايك، حسب ما أورده الموقع، بأن هذه الظاهرة مرتبطة بخطابات الساسة، وسعي وسائل الإعلام لتوضيح حقيقة أن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون الإسلام؛ حيث ساهمت وسائل الإعلام التي تحدثت عن الاعتداءات الإسلاموفوبية، وبلغت عن الانتهاكات التي طالت الحقوق المدنية للمسلمين، في رفع درجة التعاطف معهم.
وفي الختام، أورد الموقع مثالا أشار إليه ريتشارد وايك حول إصدار إعلامي لكريستوفر سميث سنة 2013، يتحدث فيه عن السعي قصير المدى للعديد من وسائل الإعلام الأمريكية، لنبذ الأحكام المسبقة التي تلت أحداث 11 من أيلول/ سبتمبر. يذكر أن هذه المبادرة التي أطلق عليها كريستوفر "في البحث عن الدين والمجتمع" كانت قد صرحت بأن التوجه الإعلامي المناهض للإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة لم يدم طويلا، وخاصة في وسائل الإعلام المحافظة.