أرجئت
مفاوضات السلام حول
اليمن التي كانت مقررة في
جنيف في 28 أيار/مايو برعاية الأمم المتحدة من دون تحديد موعد جديد لها، في وقت استمر وصول
المساعدات الإنسانية إلى هذا البلد على وقع تجدد غارات التحالف الذي تقوده السعودية.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة الأحد: "أستطيع التأكيد أنه تم إرجاء الاجتماع"، من دون مزيد من التفاصيل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن هذا الاجتماع الأربعاء؛ أملا بأن يساعد في إحياء العملية السياسية في اليمن، والحد من أعمال العنف وتخفيف العبء الإنساني الذي بات لا يحتمل".
وكان مقررا أن يبدأ المؤتمر الخميس المقبل ويستمر ثلاثة أيام، وسط غموض حول هوية المشاركين
فيه.لكن الحكومة اليمنية اشترطت للتوجه إلى جنيف أن ينسحب المتمردون
الحوثيون من المناطق التي احتلوها.
وخلال لقاء مع المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في الرياض، دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي الأمم المتحدة إلى "بذل مزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 باعتباره المرجعية الرئيسية الناظمة لعملية الانتقال السلمي باليمن"، بحسب ما نقلت عنه وكالة سبأ التابعة لحكومة المنفى.
ويطلب القرار 2216 خصوصا من الحوثيين التخلي عن الأراضي التي سيطروا عليها، وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش وأجهزة الدولة.
وفي الخريف الفائت، علقت مفاوضات سابقة قادتها المنظمة الدولية بسبب هجوم الحوثيين، الذين استولوا منذ أيلول/سبتمبر على مناطق مترامية في غرب ووسط البلاد وخصوصا العاصمة صنعاء.
إنسانيا، وصلت شحنة ثانية من المساعدات الغذائية والطبية التي أرسلتها الإمارات ووزنها 460 طنا، الأحد إلى ميناء مدينة عدن في جنوب اليمن.
ودولة الإمارات واحدة من الدول الخليجية المشاركة في التحالف الذي بدأ غاراته الجوية على اليمن في 26 آذار/مارس الماضي لوقف تقدم المتمردين الحوثيين.
وتشهد عدن مواجهات مستمرة بين الحوثيين المتحالفين مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومقاتلي "المقاومة الشعبية" الذين يواجهون تقدمهم في المنطقة.
وكان الهلال الأحمر الإماراتي أوصل شحنة مكونة من 1200 طن من المواد الغذائية الأسبوع الماضي إلى عدن، بينما وصلت شحنة من الديزل قدمتها الإمارات ووزنها 400 طن، الجمعة إلى الميناء نفسه.
وقال علي البكري منسق المساعدات المعين من الرئيس عبد ربه منصور هادي للصحفيين، إن "عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى لم تحصل على أي مساعدات إلا من الإمارات"، منذ أن بدأت الأوضاع الأمنية بالتدهور في الجنوب في آذار/مارس.
وشدد على أن المدينة بحاجة إلى "مئتي ألف حصة غذائية عاجلة على الأقل لإغاثة النازحين".
وتواصلت الاشتباكات المتقطعة الأحد على مداخل المدينة، حيث قتل مقاتلان من "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس هادي منصور، وستة مسلحين من الحوثيين بحسب مصادر عسكرية موالية للرئيس هادي.
ودخل المتمردون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى عدن نهاية آذار/مارس الماضي، وسيطروا منذ ذلك الحين على بعض المباني الحكومية، بما في ذلك القصر الرئاسي والمطار، رغم غارات التحالف.
وفي الجنوب، قتل عشرة مدنيين وجرح 80 آخرون في قصف بالمدفعية والدبابات من المتمردين في أحياء عدة من مدينة تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، بحسب ما أشارت مصادر محلية وطبية.
كما قتل عشرة عناصر من المتمردين في غارة على موقع في جبل صبر المطل على تعز، كما شن طيران التحالف عدة غارات استهدفت مواقع وتجمعات الحوثيين، وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مناطق متفرقة في مدينة عدن، حسبما أفادت مصادر حكومية محلية.
وتركزت الغارات في محيط مدرج مطار عدن والضواحي الشمالية للمدينة ومنطقة دار سعد.
وشن طيران التحالف صباح الأحد ثلاث غارات على معسكر الصباحة في غرب صنعاء، وهو معسكر تابع للحرس الجمهوري.
كما استهدفت غارات للمرة الأولى محافظة ريمة في غرب صنعاء، بحسب شهود.
وأوقع النزاع اليمني ما يقارب ألفي قتيل، وأجبر أكثر من 545 ألف شخص على ترك منازلهم، بحسب الأمم المتحدة، التي تأمل أن "تنشط محادثات جنيف العملية السياسية في اليمن، وتخفض مستوى العنف".