تجددت المواجهات بين جبهة
النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة، ولواء
شهداء اليرموك المقرب من
تنظيم الدولة من جهة أخرى، حيث دارت مواجهات في محيط بلدات سحم الجولان والبكار في الريف الغربي لدرعا، جنوب
سوريا.
وقال الناشط الإعلامي عمر المارديني، وهو من أبناء منطقة وادي اليرموك التي تدور فيها الاشتباكات، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن هذه المعركة كان التحضير لها منذ عدة أيام، وقد بدأتها الفصائل المحتشدة في بلدة حيط جنوبا والبكار من الجهة الشمالية الشرقية.
وتابع المارديني قائلا: "استطاع عناصر شهداء اليرموك التصدي للهجوم، وإعطاب دبابة، وايقاع خسائر في صفوف المهاجمين بالعشرات بين جريح وقتيل، بالمقابل قتل أحد قياديي كتائب لواء شهداء اليرموك وجرح ثلاثة عناصر".
وحول الجهود التي تبذل في سبيل إيقاف الاقتتال الحاصل، قال المارديني: "بالنسبة للواء شهداء اليرموك، فقد وافق على مبادرة قدمها جميع وجهاء ومشايخ حوران، تهدف لإيقاف الصراع وحقن الدماء، في حين لم يرد الطرف الآخر على المبادرة بقبول أو رفض"، في إشارة إلى جبهة النصرة وحركة احرار الشام. وبعد عشرة أيام من تجاهل المبادرة قامت النصرة وحلفاؤها بهجوم مفاجئ يهدف للسيطرة على مقرات شهداء اليرموك، في حين وافقت دار العدل (القضاء) أيضا على مبادرة وجهاء حوران، ولكن الجبهة أصرت على الرفض، حسب المارديني.
وقال المارديني إن "لواء شهداء اليرموك جاهز لأي مبادرة تهدف لحقن الدماء، وخير دليل موافقته على المبادرة التي قدمها وجهاء حورابن التي قابلها الطرف الآخر بالرفض من خلال الهجوم المباغت الذي شنه على مناطق سيطرة شهداء اليرموك، أما بالنسبة للأمور فيما إذا كانت سائرة للتصعيد، فهذا السؤال يجب توجيهه الى الطرف الآخر، وفق قوله.
كلام المارديني الذي يعكس وجهة نظر شهداء اليرموك، لا يقبله مؤيدو جبهة النصرة وأحرار الشام الذين يعتبرون شهداء اليرموك من تنظيم الدولة وأنه يجب قتالهم، خصوصا بعد مساندتهم جيش الجهاد الذي تم استئصاله في ريف القنيطرة، بالإضافة إلى أنهم من بدأوا بالهجوم على سحم الجولان وأخرجوا جبهة النصرة منها قبل أسابيع، وأوقعوا آنذاك قتلى وجرحى.
ويرجع ناشطون سبب ازدياد التوتر الذي أدى للهجوم الذي شنته النصرة وأحرار الشام هو أسر قائد غرفة عمليات فتح الشام أبو مصعب الحريري أثناء توجهه من بلدة المعلقة لحاجز بلدة البكار، في كمين نفذه عناصر شهداء اليرموك، وليس كما أعلن عنه الأخير أن الأمر جاء بعد محاولة أبو مصعب ومجموعة معه التسلسل للمناطق التي يسيطر عليها شهداء اليرموك.
وإلى الآن تنأى فصائل الجيش السوري الحر في الجبهة الجنوبية؛ بنفسها عن القتال إلى جانب جبهة النصرة وأحرار الشام في الهجوم ضد لواء شهداء اليرموك، الأمر الذي يرجعه متابعون إلى الضغوط التي مورست على الفصائل التي شاركت في قتال جيش الجهاد في ريف القنيطرة وتجميد الدعم عنها، في حين يرى آخرون أن العلاقات السيئة بين بعض فصائل الجيش الحر مع جبهة النصرة، والتي تعود لخلافات قديمة وأسرى غير معروف مصيرهم لدى النصرة، تقلل من إمكانية دخول فصائل الجيش الحر القتال إلى جانب النصرة وأحرار الشام ضد شهداء اليرموك.