ذكر الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، أن "
الكيان الموازي" له ما بين 160 إلى 170 مدرسة في مناطق مختلفة في
الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن "واشنطن تدعم هذه المدارس بشكل خاص، وتتكفل بمصاريفها كاملة، وكأنها تدعم ذلك الكيان من خلال تلك المدارس".
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، الخميس، خلال مشاركته في مقابلة تلفزيوينة مباشرة بثتها قناتان محليتان، التي أجاب خلالها على أسئلة متعلقة بالعديد من القضايا والملفات الداخلية والخارجية.
وتطرق الرئيس التركي في حديثه إلى الانتقادات الموجهة لحزب "العدالة والتنمية" بخصوص ما وصل إليه "الكيان الموازي" من توغل في الدولة، حيث تتهم بعض الأطراف الحزب بدعم الكيان الموازي في الماضي، حتى وصل إلى ما هو عليه.
وقال الرئيس التركي في ردٍ منه على تلك الانتقادات: "عمر حزب العدالة والتنمية يتراوح بين 13 إلى 14 عاما، أما عمر الكيان الموازي 40 عاما"، مشيرا إلى أن "السلطات الأمريكية خصصت قطعة أرض مساحتها 400 دونما للشخص الذي ترك
تركيا هاربا إلى الولايات المتحدة في العام 1999"، في إشارة إلى فتح الله غولن.
وأشار أردوغان إلى أنهم عازمون على استكمال عملية غلق مراكز الدروس الخصوصية التابعة للكيان الموازي، مضيفا: "قمنا بإغلاق بعضها، ومستمرون في غلق الباقي، فهذه المراكز كانت تدر ربحا بأرقام كبيرة لهم، ولعل إغلاقها سيزعجهم بشكل كبير".
ووصف الرئيس التركي "الكيان الموازي" بـ"التنظيم الإرهابي"، مضيفا "فالتنظيمات غير القانونية التي تهدد أمننا القومي، نوعان منها من يستخدم السلاح، ومنها غير ذلك".
جدير بالذكر أن السلطات التركية تصف جماعة "فتح الله غولن" - المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ 1998 - بـ"الكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل داخل سلكي القضاء والشرطة، كما تتهم عناصر تابعة لها باستغلال مناصبها، وقيامها بالتنصت غير المشروع على مسؤولين حكوميين ومواطنين.
وفي سياق آخر، ذكر الرئيس التركي، أنهم معنيون بالحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين الأتراك، وذلك في رد منه على قول المحاور إن "حزب (الشعوب الديمقراطي) -حزب معارض، أغلبية أعضائه من الأكراد- إذا فشل في تخطي حاجز التمثيل في البرلمان، أي نسبة 10% حتى يتم تمثيل الحزب في البرلمان، فإن العمليات المسلحة ستعود في جنوب شرق البلاد".
وتابع الرئيس التركي: "ونحن لدينا القوة والقدرة على اتخاذ التدابير كافة من أجل حماية المواطنين"، مشيرا إلى أن الوحدات الأمنية التركية والمواطنين لن يسمحوا بعودة تلك الأعمال ثانية، بحسب قوله.
واتهم أردوغان الحزب المذكور، بالتراخي في مباحثات مسيرة السلام التي تشهدها البلاد لحل القضية الكردية والقضاء على الإرهاب، لإنهاء أنشطة منظمة "بي كا كا" الإرهابية التي تدعم الحزب المذكور، على حد تعبيره.
وفي شأن آخر جدد الرئيس التركي رغبته في تحول البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، مشيرا إلى أن النظام الرئاسي سيجعل البلاد أكثر قوة واختلافا، وسيوفر لها إمكانيات كبيرة تساعدها على النمو بشكل كبير.
وأوضح أردوغان أن دستور العام 1982، لا ينص على كون الرئيس منتميا لحزب ما، مؤكدا أن "كون الرئيس دون هوية حزبية، أمر يؤدي إلى فقد كثير من القوة، فحينما تنظرون إلى الولايات المتحدة، ستجدون أن رئيسها ينتمي لحزب؛ لذلك فالرئيس يستمد قوته من الحزب الذي ينتمي إليه".