سياسة عربية

إمضاء مستشار السبسي على مذكرة مع "كيري" تثير انتقادات واسعة

تساءل التونسيون عن تواجد السبسي ووقوفه أمام العلم الأمريكي في غياب أوباما - أرشيفية
أثار مشهد توقيع المستشار السياسي للرئيس التونسي محسن مرزوق، الأربعاء، رفقة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على مذكرة تفاهم للتعاون طويل المدى بين البلدين انتقادات واسعة من السياسيين وأساتذة القانون الدستوري، والناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي.

وانتقد أستاذا القانون الدستوري قيس سعيد وجوهر بن مبارك توقيع مرزوق على المذكرة، واعتبرا في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنّه غير قانوني.

• مشهد غريب

من ناحيته علق الدبلوماسي السابق توفيق وناس في تصريح لإذاعة "موزاييك" الخميس،  على ظهور مستشار رئيس الجمهورية محسن مرزوق بصدد توقيع مذكرة التفاهم للتعاون طويل المدى بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية صحبة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قائلا "أن المشهد كان غريبا عن الأعراف الدبلوماسية". 

وتابع وناس "مستشار رئيس الجمهورية لا يقوم بتوقيع الاتفاقيات الدولية إلا بعد تقديم تفويض كامل، وحضور مرزوق ووقوف رئيس الجمهورية في الخلف وحيدا في ظل غياب نظيره الأمريكي يتعارضان مع الأعراف الدبلوماسية، وهذا غير منطقي وغير متعارف عليه ومخالف للأعراف الدولية والدبلوماسية". 

• فضيحة قانونية وسياسية

وتحت عنوان "أتمنى أن يظهر أحدهم ليفسر لنا كل هذا الإبداع" نشر عدنان منصر، مدير ديوان الرئيس السابق منصف المرزوقي تدوينة على صفحته الرسمية على "فيسبوك" الخميس، قائلا: إمضاء مستشار رئيس الجمهورية اتفاقية مع وزير الخارجية الأمريكي بدعة لم تحدث في السند ولا في الهند".

وأضاف "مستشار رئيس الجمهورية ليست له في القانون أية صفة لإمضاء اتفاقيات مع ممثلي دول أخرى، ولو بالأحرف الأولى، بل ليست له إمكانية الإمضاء على أية وثيقة رسمية".

وتابع منصر "في المقابل، لماذا تغيب الهمام وزير الخارجية عن زيارة الولايات المتحدة الأمريكية؟ ليس هناك أي سبب مقنع يمكن أن يفسر ذلك. في حالة تغيب وزير الخارجية فإن كاتب الدولة الخارجية هو الذي يمضي، أو أحد أعضاء الحكومة بناء على تفويض من وزير الخارجية. هذه فضيحة قانونية وسياسية كاملة الأوصاف". 

وختم تدوينته قائلا "رأينا سي الباجي ولم نر أوباما، ولا يصح بروتوكوليا أن يحضر الرئيس التونسي، أثناء زيارة رسمية، أي موكب توقيع لا يحضره نظيره. وإذا قدر ربي، لا يكون وقوفه إلا أمام العلم التونسي".

• تداخل بين الحزب والدولة

من جهته كتب القيادي في الحزب الجمهوري عصام الشابي "أول الأنباء والصور التي أتتنا من زيارة رئيس الجمهورية للولايات المتحدة الأمريكية كانت صادمة".

وواصل الشابي في تدوينة على صفحته الرسمية على "فيسبوك" "المشهد يختزل طريقة إدارة شؤون الحكم في تونس بعد الانتخابات والتداخل السافر بين الحزب و الدولة".

وتساءل "لماذا غيب رئيس الجمهورية وزير خارجيته عن الوفد المرافق له، أم أن انخفاض أسهمه في حركة نداء تونس انعكس مباشرة على موقعه الحكومي وصفته كوزير خارجية؟ وأن الرئيس لم يجد ضمن الوفد المرافق له من يمثل الدولة التونسية سوي الشخص الذي خلف البكوش في منصبه الحزبي؟"
وختم الشابي قائلا "ويتساءل البعض بعد ذلك عن سبب ضعف الأداء وتدهور الأوضاع في ظل القيادة الجديدة للدولة". حسب تعبيره.

• الأشياء الشكلية

وعلق مرزوق في مداخلة له على إذاعة موزاييك الخميس، على الضجة التي أحدثها توقيع المذكرّة قائلا "أن ما تم إمضاؤه مع الطرف الأمريكي هي إعلان مبادئ سياسية عامة وليست اتفاقية كما لا تحمل التزامات"، وفق تعبيره. 

وأضاف أن المذكرة لا تلزم الدولة التونسية في شيء ولا ينطبق عليها التفويض في الإمضاء، مستنكرا الجدل والنقد اللذين رافقا توقيعه، وأضاف "هم يتمسكون بالأشياء الشكلية وتناسوا النجاح الذي حققته زيارة رئيس الجمهورية إلى أمريكا وقد لاقت اهتماما إعلاميا دوليا واسعا".

وتوصي مذكرة التفاهم للتعاون طويل المدى بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية بتأطير الشراكة الإستراتيجية بعيدة المدى بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتربوية والثقافية والأمنية والدفاعية".

وكان حزب "نداء تونس" الحاكم، أعلن الأربعاء 13 أيار/مايو الجاري تعيين محسن مرزوق، الذي يشغل خطّة المستشار السياسي للرئيس السبسي، أمينا عاما للحزب خلفا للطيب البكوش، وزير الخارجية الحالي.


وانتقد أستاذا القانون الدستوري قيس سعيد وجوهر بن مبارك توقيع مرزوق على المذكرة، واعتبرا في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه غير قانوني.

• ضعف الأداء

وختم الشابي قائلا "ويتساءل البعض بعد ذلك عن سبب ضعف الأداء وتدهور الأوضاع في ظل القيادة الجديدة للدولة"، حسب تعبيره.

وتوصي مذكرة تفاهم للتعاون طويل المدى بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية بتأطير الشراكة الإستراتيجية بعيدة المدى بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتربوية والثقافية والأمنية والدفاعية".