أعلن في
تونس كل من رشيدة النيفر ورياض الفرجاني عن استقالتيهما رسميا من الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصارا بـ"
الهايكا"، بسبب "التوظيف السياسي للمؤسسة"، وفق تعبيرهما.
وقال النيفر والفرجاني، في بيان مشترك لهما، الاثنين: "أمام الانحرافات المتكررة التي من شأنها أن تفضي إلى ارتهان القطاع السمعي والبصري لسلطة المال والسياسة والرياضة وتوظيف الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري لغير الأهداف التي ناضلت أجيال من الصحفيين والحقوقيين، من أجلها نعلن استقالتنا من عضوية الهيئة، ابتداء من تاريخ 27 نيسان/ أبريل الجاري"، على حد تعبير البيان.
يُذكر أنه تم تأسيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري هيئة دستورية تعنى بالمشهد الإعلامي السمعي والبصري التونسي، وتنظمه، وتسعى إلى استقلاليته للوصول إلى طريقة جديدة في حوكمة الإعلام وتعزيز
حرية التعبير في البلاد، في 3 أيار/ مايو 2013، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتتولى الهيئة إسناد الرخص المتعلقة ببعث منشآت الاتصال السمعية والبصرية، وإنجاز كراسات الشروط التي تحدّد حقوق وواجبات مكونات القطاع الإعلامي.
كما أنها تعنى بمراقبة مختلف مكونات القطاع في ممارسة هذه الشروط، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال عدم تطبيقها، وإبداء الرأي في التعيينات الإعلامية على رأس المؤسسات العمومية، بالإضافة إلى عدد من الأهداف الأخرى، من بينها ضمان حرية التعبير، واستقلالية القطاع الإعلامي.
وكانت عدد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية الخاصة أُغلقت بقرار من الهيئة، وتم السماح لأخرى، ما أثار جدلا كبيرا في الساحات السياسية والإعلامية، خشية أن يكون ذلك مدخلا للتحكم في المشهد الإعلامي وإعادة الرقابة عليه مجددا.