يعرقل وجود العبوات الناسفة وانتشار قناصي تنظيم الدولة تقدم القوات
العراقية لاستعادة مناطق شرقي مدينة
الرمادي مركز محافظة
الأنبار، غرب البلاد، بحسب ما أفاد به ضابط في شرطة المحافظة ومسؤول محلي.
وقال النقيب مروان الدليمي، من شرطة الأنبار، إن "قوات الأمن بكافة صنوفها يساندها مقاتلو العشائر تخشى التقدم باتجاه مناطق الرمادي الشرقية لتحريرها من سيطرة داعش الذي استولى على تلك المناطق خلال الأيام الأخيرة وذلك لوجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم، بعد سيطرته على مناطق الرمادي الشرقية".
وأضاف أن "وجود عدد كبير من القناصين منع أيضا تقدم القوات الأمنية ومقاتلي العشائر باتجاه تحرير تلك المناطق".
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، ان "قوات الأمن تمكنت من استعادة سيطرتها على منطقة الشركة القريبة من المجمع الحكومي، وأجبرت تنظيم داعش على التراجع بعد معارك عنيفة ليلة أمس الاثنين".
وأضاف العيساوي أن "قوات الأمن تتقدم الآن باتجاه مناطق شرق الرمادي لتحريرها بالكامل لكن تقدمها بطيء وحذر بسبب العبوات الناسفة التي زرعها داعش في الطرقات والمباني التي سيطر عليها في وقت سابق".
وتابع العيساوي بأن "تنظيم الدولة استعان بمقاتلين جدد قادمين من سوريا ومناطق الأنبار الغربية من قضاء القائم الحدودي وقضاء راوة وعنة غربي المحافظة، لمساندة مقاتليه في المعارك الدائرة شرق الرمادي والتي خسر فيها عددا كبيرا من مقاتليه". وأوضح أن تنظيم الدولة ينوي شن هجوم كبير باتجاه مركز الرمادي بعد ترتيب صفوفه واكتمال وصول الإمدادات من مقاتلين وأسلحة وآليات.
وعلى صعيد متصل، قال الرائد عمر العلواني، مدير مركز شرطة الحق في مدينة الرمادي، الثلاثاء، إن "تنظيم داعش قام بقصف مستشفى الرمادي العام بأربعة قذائف هاون"، مشيرا إلى تقدم القوات الأمنية بعملياتها العسكرية في الرمادي.
وأوضح العلواني، أن "تنظيم داعش أطلق أربع قذائف هاون من منطقة الجزيرة شمال الرمادي، سقطت على مستشفى الرمادي العام وأسفرت عن خسائر مادية في عدد من مباني المستشفى دون وقوع خسائر بشرية تذكر".
وأضاف العلواني، أن "التنظيم يقصف بين الحين والآخر مدينة الرمادي بقذائف الهاون والصواريخ تتساقط على مناطق المواطنين والمجمعات الأمنية وتتسبب بحدوث خسائر مادية وبشرية".
من جانب آخر، قال العلواني، إن "العمليات العسكرية مستمرة في مدينة الرمادي لليوم الثالث على التوالي لتحرير منطقة الصوفية والمناطق الشرقية لمدينة الرمادي"، مشيرا إلى أن تقدم قوات الأمن يسير بشكل بطيء نتيجة عشرات العبوات التي فخخ بها داعش الطرقات ومنازل المواطنين هناك".
وكانت القوات العراقية، بدأت في الثامن من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم الدولة، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول، هي سوريا والأردن والسعودية.
وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي أوجد فيها موطئ قدم له فيها قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014.
وبالرغم من خسارة تنظيم الدولة للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين، إلا أن التنظيم ما زال يحافظ على سيطرته على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي.
محاولة إشراك "الحشد الشعبي" في معركة "تحرير الأنبار"
وفي الأثناء، قال مصدر عشائري في محافظة الأنبار غربي العراق، إن اجتماعا هاما من المقرر أن يعقد يوم غد الأربعاء في العاصمة بغداد يضم عدداً من شيوخ عشائر المحافظة والمسؤولين فيها، إضافة إلى قادة من "الحشد الشعبي" الشيعي، للاتفاق على دخول الأخيرة إلى الأنبار للمشاركة في قتال تنظيم الدولة.
وأوضح عاشور الحمادي شيخ عشيرة البومحل، أنه يتواجد في بغداد برفقة عدد من شيوخ عشائر محافظة الأنبار ممن يتصدى أبناؤها لتنظيم الدولة، وذلك لحضور اجتماع مهم من المقرر أن يعقد يوم غد الأربعاء بين هؤلاء الشيوخ والحكومة المحلية للأنبار، إضافة إلى قادة الحشد الشعبي للاتفاق على دخول مقاتلي الحشد إلى المحافظة لقتال تنظيم الدولة وتحرير الأخيرة منه.
وأضاف أن الاجتماع "يهدف إلى الاتفاق على تنسيق المواقف بين العشائر والقوات الأمنية والحشد الشعبي لتلافي الإشكاليات التي برزت في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين (شمالا) عند مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحريرها من قبضة داعش مؤخراً".
بدوره، قال قيادي بارز في قوات الحشد الشعبي، إن فصائل الحشد الشعبي استكملت جميع استعداداتها للمشاركة في معارك تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم الدولة، وهي بانتظار أوامر القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة حيدر العبادي بذلك.
وأوضح كريم النوري القيادي في الحشد الشعبي، إن جميع فصائل الحشد الشعبي "استكملت استعداداتها للمشاركة في معارك تحرير مدن الأنبار من تواجد الإرهابيين ويبقى القرار النهائي متروكا لتقديرات العبادي بشأن إشراك الحشد من عدمه".