أعلن رئيس
الحكومة المغربية، عبد الإله
ابن كيران، استعداده لتقديم الاستقالة من رئاسة الحكومة، إذا أثبتت التحقيقات مسؤولية الحكومة عن الحادثة التي وقعت قبل أسبوع في مدينة
طانطان (جنوب المغرب) وأودت بحياة 35 شخصا أغلبهم أطفال.
وقال عبد الإله بن كيران، في اجتماع مجلس الحكومة، الخميس، "لقد تحدث الناس عن تحميل المسؤولية، فنحن مستعدون لتحمل المسؤوليات كاملة، في حالة ما إذا أثبتت التحريات والتحقيقات الجارية الآن أن لأي وزير مهما كان في هذه الحكومة مسؤولية ما ويستدعي الأمر استقالته، فسوف يقدم استقالته".
وأضاف ابن كيران قائلا: "إذا كان رئيس الحكومة ينبغي أن يقدم استقالته فسوف يفعل، وإن كانت الحكومة تتحمل المسؤولية فسوف تقدم استقالتها".
وأوضح أن "الحكومة يجب أن تقدم استقالتها من أجل وفاة مواطن واحد، ويجب أن تفعل، أحرى أن يكون هناك حوالي 40 ضحية أو 35 أغلبهم أطفال صغار في مقتبل العمر".
وسجل ابن كيران أنه "غير معقول وغير ممكن أن يموت الصغار بهذه الطريقة البشعة، ونمر كأن شيئا لم يكن".
وشدد على أن "هناك تحقيقا جاريا في الحادثة، وهذا التحقيق أمر به ملك البلاد، وعلى هذا التحقيق أن يمضي إلى أبعد مداه بأقصى سرعة ممكنة، وأن تنشر نتائجه في أقرب وقت إن شاء الله، وأن يتحمل كل واحد مسؤوليته فيما وقع".
وطالب ابن كيران "السلطات العمومية أن تقوم بواجبها بمنتهى الصرامة، ومعاقبة أي مخالف للقانون، فالمخالف للقانون هو شخص يهدد المواطنين في سلامتهم، ويهدد الأمن العام لأنه في نهاية المطاف حادثة مثل هذه تحيل على كلام من قبيل حرب الطرق وتحيل على فقدان الاطمئنان في بلادنا وهذا غير مقبول".
وتابع ابن كيران: "هذا الكلام ينبغي ألا يعني المزايدة السياسية، التي يتاجر فيها البعض بآلام الضحايا، الذين لا نريد أن نذكرهم أو نكرر أسماءهم لكننا نتحدث تحت رقابة الله، وتحت رقابة
الملك، وتحت رقابة هذا الشعب".
وزاد قائلا: "لذلك علينا أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة، كما على المواطنين تحمل مسؤولياتهم كما ينبغي، لأنه في النهاية المواطن هو الذي يملك المقود".
وألمح ابن كيران إلى مسؤلية السائقين، حيث قال: "يمكن أن نكون جازمين بأن المسؤولية في حوادث السير، غالبا ما تكون بسبب تهور بعض السائقين في القيام بمهمة السياقة، باعتبار أن أي شخص يقود شاحنة أو حافلة أو دراجة أو حتى يذهب على رجليه فإنه يخاطر بروحه وبأرواح الآخرين".
وأضاف: "تتذكرون أنه بعد تعيين هذه الحكومة بوقت وجيز وقعت حادثة "تيزي نتيشكا" (جنوب شرق) خلفت حوالي 50 ضحية، ألمت بنا كمصاب في الوطن ككل وتداعينا إلى القيام بواجبنا حتى لا تتكرر، وهاهي ذي تتكرر أفضع وأشنع هذه المرة".
وناشد رئيس الحكومة "المواطنين في هذا الموقف أن يجتهدوا أكثر في احترام القانون لأن القضية ليست متعلقة بالتأمين وليست متعلقة بشيء آخر، وإنما متعلقة بشيء أغلى، عبر عنه المغاربة بطريقة بليغة (الروح غالية عند الله)".
وأكد أن "هذا الأمر لن يمر، لا بد أن نتحمل مسؤوليتنا كحكومة في هذه الحادثة، وعلينا اتخاذ الإجراءات اللازمة، فإن لم يكن القضاء على هذه المآسي فعلى الأقل الحد منها إلى أدنى حد ممكن".
ولقي 35 شخصا مصرعهم، وجرح تسعة آخرون، في حادثة سير وقعت الجمعة الماضي بمدينة طانطان (جنوب المغرب)، عندما اصطدمت حافلة لنقل الركاب بشاحنة.