بدت جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) وحليفها الرئيس السابق
علي صالح منزعجين من قرار
مجلس الأمن الدولي الصادر بشأن
اليمن، الثلاثاء، الذي نص على إدراج نجل علي صالح (أحمد) وزعيم
الحوثيين عبد الملك الحوثي في القوائم السوداء، فضلا عن فرض حظر تزويد الجماعة المتحالفة مع إيران بالسلاح، لا سيما بعدما فشل تعويلهم على الفيتو الروسي.
ومثّل قرار مجلس الأمن صفعة قوية في وجه جماعة الحوثي وحليفها صالح، الذي فاقم من عزلتهم الداخلية والخارجية، وفقا لمراقبين، الذين قالوا إن القرار حمل اعتراف مبطن بأن ما قام به الحوثيون وصالح "انقلاب على الشرعية في اليمن" المؤيدة بقرارات ورعاية المجتمع الدولي.
القرار نصب الرياض شرطيا على اليمن
من جهته، علق رئيس تحرير صحيفة الأولى المقربة من الحوثيين، صالح محمد عايش، على قرار مجلس الأمن، أنه أجرى اعتمادا دوليا للسعودية لتكون "شرطيا" في اليمن.
وقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "القرار منح دول الجوار حق تفتيش السفن، بما فيها سفن البضائع، انطلاقا من أي معلومات عن وجود أسلحة فيها متوجهة لصالح أو للقياديين في جماعة الحوثي "أبو علي الحاكم أو عبد الخالق الحوثي".
وعدّ عايش هذا الإجراء الأممي أنه يمثل "شرعنة لقرصنة سعودية طويلة المدى في المياه اليمنية".
وأشار رئيس تحرير الأولى إلى أن "تشديد مجلس الأمن في بند خاص على جميع الأطراف اليمنية، والاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتوجه إلى الرياض للحوار، يجعل من القرار يبدو كما لو كان قد اتخذ فقط إرضاء لخفة عقل المملكة، وإشباعا لعقدتها الخاصة بكونها "العمدة"، أو "كبير الحي" على حد وصفه.
وأوضح رئيس تحرير يومية الأولى اليمنية أن "كل ما مررته السعودية في القرار، لن تتمسك به حتى المملكة نفسها إذا تفاقمت ورطتها القائمة الآن، والمتمثلة في الفشل الذريع لعدوانها حتى اللحظة، في تحقيق أي إنجاز حربي على الأرض، غير التدمير ومذابح المدنيين".
وأشار إلى أن "اليمنيين وحدهم من يملكون الفيتو الناجع في وجه أي قرارات دولية تنال من سيادتهم".
وقال: "من السهل جدا أن تجعل من نفسك شرطيا، لكن ليس من السهل إقناع الناس بالقبول بك.. حتى لو امتطيت إليهم سبعين قرارا دوليا وبوقود الفصل السابع أو غيره".
ضربة قاصمة للحوثي وطهران
من جانبه، قال رئيس مركز ساس للدراسات عدنان هاشم إن "قرار مجلس الأمن الصادر الثلاثاء، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الحوثيين وحلفائهم في طهران، الذين لطالما عولوا على تعطيل مشروع القرار بالفيتو الروسي، الذي لم يحدث أصلا".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن "الإيرانيين توقعوا اعتراض روسي"، لكنهم خذلوا من قبل موسكو".
وبين رئيس مركز ساس أن "قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، أصبحت اليوم تتحرك وفق غطاء دولي بما فيها روسيا، بينما صارت إيران تواجه المجتمع الدولي في اليمن، وهذا بطبيعة الحال يقوض حلمها بالسيطرة والتحكم بباب المندب الاستراتيجي".
ولفت هاشم إلى أن "الخلافات بن الحوثي وصالح ستبدأ بمحاولة الأخير التحرك سياسيا لتخفيض سقف العقوبات عليه، فيما سيستمر الأول في العناد حتى تضغط الجمهورية الإيرانية لرأب الصدع بينهما، في محاولة أخيرة لفرض أمر واقع على الأرض"، وقال: إن "انتصارات المقاومة الشعبية الموالية للشرعية المستمرة ستفشلهم، وسينتهون حتما".
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت على مشروع قرار بشأن اليمن الثلاثاء، حيث نص القرار على إدراج نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين على القوائم السوداء، وكما نص على فرض حظر على تزويد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالسلاح.